إن أهم ما يعبر عنه قرار مجلسكم الموقر المشار إليه، هو تلك الإرادة في إقامة السلام، رغم ما هو متوقع من اصطدام هذه الإرادة بمحاولات الطرف الإسرائيلي تفريغ المؤتمر من أهدافه ومعانيه.

          إننا ندرك جيدا أن عملية السلام ليست سهلة، وإنما هي صعبة ومعقدة ومتشعبة، وتستغرق زمنا يصعب تحديد مداه. ولكن إدارة السلام التي يتميز بها الطرف العربي، قادرة على مواصلة مسيرة السلام، وبالحفاظ دائما على الهدف الذي لا بد أن تبلغه بالتضامن بين الأطراف العربية، والتنسيق الوثيق بين أعمالها ومواقفها.

          وفى المقابل فإننا نأمل أن تتحمل الدولتان الراعيتان للمؤتمر، الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية، مسؤولياتهما في مواجهة التعنت الإسرائيلي الذي لا شك يعتبر عقبة أمام مسيرة السلام فضلا عن أنه يشكل تحديا للرأي العام العالمي الذي ينشد السلام في هذه المنطقة من العالم، كما أن على الدولتين راعيتا المؤتمر العمل على إلزام إسرائيل باحترام الشرعية الدولية المتمثلة في القرار 242، فضلا عن إقناعها بأهمية تحقيق مبدأ " الأرض مقابل السلام " ... باعتبارها مبدءا هاما يحقق السلام والأمن لشعوب هذه المنطقة.

السيد الرئيس

          لا يزال الصومال يشهد تطورات خطيرة ومؤلمة نتيجة استمرار المواجهات الداخلية المسلحة، التي أدت إلى سقوط آلاف الضحايا، وأحدثت دمارا كبيرا في بنية الاقتصاد الوطني، وتدهورا واضحا في الأوضاع المعيشية الإنسانية، مما يهدد بانهيار تام في مقومات الصومال كدولة عربية عضو في جامعة الدول العربية. وكان مجلسكم الموقر قد أولى الوضع في الصومال اهتماما خاصا، واتخذ في دورات عادية وطارئة قرارات دعت إلى

<6>