إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



السيد الرئيس

          لقد أشرت في خطابيّ السابقين يوم تشرفت بحمل المسئولية في 15 مايو، ويوم اجتماع مجلس الجامعة في دورته السابقة، كما تشرفت في مناسبات أخرى تحدثت فيها موضحا أننا إذا لم نتمكن من أن نحتل مكانتنا في إطار النظام العالمي الجديد، فسنكون أمة لا تملك من أمر نفسها الكثير، وسنرهن مصير وطننا وأجيالنا لقوى تتحكم في دقائق حياتنا.

          ان الدول الواعية لمتطلبات التطور ومستلزمات المستقبل، تستعد دائما لكي تعيش عصرها وتستوعب متغيراته وتنتصر على تحدياته. ومن هذا القبيل، نشهد اليوم التكتلات الاقتصادية والسياسية التي تتشكل في مختلف بقاع العالم، ونكتفي بالإشارة إلى معاهدة الوحدة الأوروبية التي وقعت عليها دول المجموعة الأوروبية في الثامن من الشهر الماضي في مدينة " ماستريخت " الهولندية، واذا كانت دول أوروبا الموحدة وهي تنتمي إلى أصول مختلفة، ولكل منها لغتها وثقافتها وتاريخها ونظامها السياسي، فان ما بين شعوب أمتنا من أواصر الثقافة والوحدة، ووشائج القربى القومية، واطار الوطن الواحد الكبير، والمشكلات والتحديات والآمال والطموحات المشتركة، والتاريخ الواحد والمصير الواحد، ما يكفي لتوافر العوامل الأساسية لتحقيق مرحلة التكامل في مختلف مجالات الحياة والتعاون من أجل تحقيق أهداف هذه المرحلة، وبخاصة في مجالي الأمن والإنماء.

          ويقيني أننا أمة تستكشف ينبوع عبقريتها وقوتها من الأزمات والمحن التي تتعاقب عليها.

السيد الرئيس

          لست أشك في أنكم تشاركونني الرأي في أن للتضامن العربي، بصفته مبدأ وسلوكا وممارسة، شروطه ومقوماته وأسباب صنعه وآليات أعماله التي يجب أن نوفرها له. وأود اليوم أن أشير إلى أن التضامن يبنى على ثوابت أساسية نستطيع أن نستخلصها من تاريخ الجامعة ودروس العمل المشترك على النحو التالي:

<2>