إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



 

 

        إن الأشهر الأربعة التي قضيتها في عملي كأمين عام، أكدت لي ما كنت أؤمن به دائما، وهو أن لدى أمتنا من الطاقات والموارد والقدرات، ما لو وظفت من أجل أهداف الأمة ومصالحها العليا، لبلغت أمتنا شأوا كبيرا بين الأمم في منزلتها وفي مصداقيتها كصانعة حضارة امتدت تأثيراتها إلى جميع مجالات العمل العربي المشترك، وليس هناك شك في أن الأمن القومي العربي أصبح أكثر المجالات تأثرا وتعرضا للمخاطر والتهديدات، إذ أدت حالة التفكك وتأزم الخلافات بين بعض الدول العربية إلى زيادة انكشاف أمن الأمة العربية.

        إن خطورة التحديات التي تواجه الأمن القومي في الوقت الراهن، تفرض علينا جميعا، دولا ومؤسسة قومية، أن نتحرك بفاعلية وتصميم، من أجل إعادة ترتيب النظام العربي، وبناء عناصر القدرة العربية، بما يجعل النظام العربي وأداته جامعة الدول العربية قادرين على الحوار مع الغير مستندين على الإمكانات والإرادة العربية وبهدف فرض وضمان الحقوق العربية ونصرة قضايا أمتنا.

السيد الرئيس،

        لا شك في أن أزمة الخليج العربي بما خلفته من تداعيات كثيرة قد حفرت تأثيرات عميقة على صعيد العلاقات العربية، وعلى صعيد أسلوب العمل العربي ومؤسساته ، وفي مقدمتها المؤسسة الأم، جامعة الدول العربية .

        ودعوني أصارحكم القول أنه مما يزيد الأمر خطورة وأهمية ، أن العلاقات العربية- العربية الراهنة، أصبحت تمثل مصادر محتملة لنشوء تفاعلات خلافية، تضاف إلى خلافات متراكمة. وأصبح الأمر يستدعي مراجعة عاجلة للمشكلات الناجمة عن هذا التراكم الكمي والزمني بما يحول دون تأزمها ودون إضرارها بالمصلحة القومية العليا. ذلك أن الوقائع والتجارب علمتنا درسا دفعنا ثمنه غاليا، وهو أن التأخير في تسوية مشكلة أو خلاف عربي- عربي قد يؤدي إلى تفجر الخلاف متى توفرت له العوامل التي تساعد على ذلك.

        لهذا، فإننا حينما نلح على ضرورة دعم التضامن العربي، وأننا ننطلق من الإيمان بأن للتضامن شروطه ومقوماته وأسباب صنعه وتعزيزه وآليات أعماله التي يجب أن نوفرها له.

<3>