ويدعونا الواجب القومي أن نستمر في مساعدة لبنان على تحرير جنوبه من الاحتلال الإسرائيلي، تنفيذا لقرار مجلس الأمن 425 الذي يدعو إسرائيل إلى سحب جميع قواتها من الأراضي اللبنانية، دون أن يربط هذا الانسحاب بأية قضية أو قرار أو شرط آخر. وفي هذا رفض واضح لدعوى إسرائيل بربط احتلالها للجنوب اللبناني بأزمة الشرق الأوسط.

          وهناك قضية الظروف المعيشية للشعب العراقي، فمن المعروف أن العراق قبل قرارات مجلس الأمن وأكد التزامه بتنفيذها، وعلى هذا الأساس، فأننا نؤكد حرص دولنا على عدم تعرض العراق لأي عمل عسكري جديد طالما ظل ملتزما بالشرعية الدولية وقراراتها. كما أننا نؤكد حرص دولنا وإجماعها على صيانة سيادة العراق واستقلاله ووحدة ترابه الوطني.

          أن الآثار الجسيمة التي خلفتها الحرب في منطقة الخليج قد طالت بدورها الشعب العراقي، الذي يعيش اليوم ظروفا معيشية وإنسانية حرجة تمتد إلى أساسيات حياته اليومية، وانطلاقا من واجبها القومي، فإن الجامعة لن تدخر وسعا في بذل جهودها على المستويات المختلفة، لكفالة توفير الاحتياجات اللازمة، لا سيما من الغذاء والدواء، من أجل رفع المعاناة عن شعبنا الشقيق في العراق، وصيانة حقه في حياة إنسانية كريمة وعلى التوازي، ومن الناحية الإنسانية البحتة، فإن على العراق بعد أن أعلن التزامه بتنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن، عليه العمل على كل ما من شأنه الإفراج عن الأسرى الكويتيين وغيرهم في أسرع وقت ممكن وتسليمهم إلى دولة الكويت الشقيقة والدول الأخرى التي ينتمون إليها، وذلك رفعا لمعاناة أسر هؤلاء المحتجزين، هذا ويهمني أن أعلن أن كلا من الحكومتين العراقية والكويتية قد وافقتا أخيرا على جهود الجامعة العربية لإنهاء هذا الموضوع في إطار عربي، وفي أسرع وقت ممكن.

<8>