السياسية نحو هذا الهدف مفتقدة، وأعلم وتعلمون معي حضراتكم أن الموضوع شائك وعلاجه ليس سهلا، ولكن الأكثر خطورة هو بقاء الوضع على ما هو عليه، خاصة وقد ظهرت مشاهد مختلفة تهدد بإعادة رسم خريطتنا العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على أسس جديدة، أخشى أن يتحول بسببها العمل العربي المشترك إلى مجرد تاريخ .. إن ذلك يستدعي منا جميعا أن نتمسك ونبني على ما صدر من دعوات كريمة مخلصة صادقة من بعض قادتنا العرب تطالب بتحقيق المصالحة القومية العربية، ولعله من حسن المصادفة أن يكون مدرجا على جدول أعمال مجلسكم الموقر مشروعا محكمة العدل العربية، وآلية الوقاية من النزاعات وإدارتها وتسويتها بين الدول العربية ... وهما يشكلان في نظري آليتين هامتين لإصلاح الخلل في العلاقات العربية إحداهما قضائية هي محكمة العدل العربية ... والأخرى دبلوماسية ... هي آلية الوقاية من النزاعات ... وآمل أن يتوصل مجلسكم الموقر إلى إقرارهما لنكون بذلك قد وضعنا الآليات التي يمكن من خلالها اتخاذ الإجراءات السريعة التي تتطلبها معالجة الأوضاع وتفادي استفحالها، ويكمل هذا العمل ويقويه إقرار مجلسكم لميثاق الشرف للأمن والتعاون العربي ليكون الإطار الذي يحكم العلاقات العربية.

<5>