إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مقر الاتحاد الاشتراكي العربي، في الذكرى الخامسة لوفاة الرئيس جمال عبد الناصر،  28/9/1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 288 - 307"

ورفضت خطاب القيادة السوفيتية

         فى هذا الاجتماع الى كان فى 8 يوليو اتخذت قراراتى اللى انتوا عارفينها.. بعد ما قرأ لى الجواب.. وقعدت لصفحتين وربع باسمع وبعدين الخمسة اسطر الأخيرة اللى الكلام عن خطورة المعركة .. وان هو مهم فى المعركة .. وان احنا ما معناه ان احنا ما نفهمش فيها.. وان ده موضوع يعنى خطر جدا و.. و.. و.. بعد ما خلصوا الخمسة اسطر.. قلت له.. وسكت.. قلت: الله !.. ده الجواب.. قال لى أه.. قلت له طيب فين الباقى.. فين الكلام عن الاتفاق اللى بينى وبين بريجنيف.. فين الأسلحة.. فين اللى اتفقنا عليه.. قال ده هو الجواب بس.. قلت له طيب خد قراراتى بقى بلغها القيادة السوفيتية.. انا بارفض هذا الخطاب شكلا وموضوعا.. وبارفض التعامل واسلوبكم معايا اللى حذرتكم في فبراير منه شكلا وموضوعا.. وبارفض هذا الأسلوب..

         واسمع القرارات دى .. الخبراء السوفيت بتوعكم بعد اسبوع يروحوا.. المنشآت تتسلم للمصريين أو فكوها وخدوها.. أي شيء هنا موجود يا تبيعوه لنا.. يا تنسحبوا وتاخدوه.. مش عايز خبراء سوفيت الكلام ده كله فى بحر اسبوع يتنفذ وحددت التاريخ.. وزير الحربية بكرة حياخد خبر بهذا.. واعملوا حسابكم ده انا فى سنة 72 لسه من الخمس سنين العجاف.. الراجل ما صدقش فى الأول.. قلت له دى رسالة رسمى تبلغها.. وكان قاعد معايا مستشار الأمن القومى بتاعى حافظ اسماعيل قلت له سجل كل حاجة قدامه.. وفعلا تانى يوم بلغت وزير الحربية..

         وفى الأسبوع كان.. هم حاولوا بقى في وسط الأسبوع يلموا.. كانوا فاكرينها تهويشة.. فحاولوا يحلوا.. بعثت لهم رئيس الوزراء عزيز صدقي.. برضه قبل انتهاء الفترة اللى هى اسبوع.. برضه حرصا عليهم وعلى الصداقة السوفيتية.. قلت له روح لهم وقل لهم قراراتى نهائية انما ممكن نطلع بيان سوا نقول فيه ان الحكومتين اتفقوا ان مفيش داعى لوجود الخبراء ادوا مهمتهم وخلاص ومصر بتشكرهم على ما أدوه.. يقوم يغطى الوضع بتاع الاتحاد السوفيتى أمام العالم وكل حاجة.. انا حريص عليهم.. وراح عزيز صدقى وهو رئيس وزراء وقال لهم هذا الكلام.. قبل انتهاء المدة بيومين.. رفضوا وقالوا.. لا.. ما نعملش مشترك طلعوه من جانب واحد ..

         كل ده التاريخ باقول لكم علشان تحفظوا تاريخ القضية كلها.. رجع لى عزيز يوم الاثنين خلص تنفيذ القرار.. يوم الثلاثاء جيت اللجنة المركزية هنا.. برضه مؤتمر مشترك بين اللجنة المركزية ومجلس الشعب واعلنت فيه الكلام ده كله.. واعلنت انه فعلا تم تنفيذ القرارات.. وفعلا كان تم تنفيذ القرارات.. بهذا نبقى دخلنا في مرحلة جديدة في علاقتنا مع الاتحاد السوفيتى.. فى هذا اليوم بالذات.. ثانى يوم انا عملت هذه القرارات مع السفير السوفيتى يوم 8 يوليو، يوم 9 يوليو كان عندى هنا الرئيس حافظ الأسد راجع من موسكو .. القرارات ما كانش حد يعرف عنها حاجة الا بعد ما اتنفذت فى نهاية الأسبوع لما جانى حافظ الأسد ثانى يوم، يوم 9 من موسكو، حكيت له وقلت له القصة.. حصل كذا وكذا بينى وبين السوفيت، وانا اصدرت القرارات التالية وحاتتنفذ يوم الاثنين المقبل..

         قال لى: طيب وايه الموقف دلوقت بالنسبة لنا؟.. قلت له: انت جبت سلاح منهم. قال لى: أه .. قلت له: خلاص.. خللى علاقتك بيهم.. مافيهاش حاجة.. سافر الرئيس حافظ الأسد.. أعلنت زى ما قلت لكم بعد اللجنة المركزية هنا.. قامت قيامة السوفيت فى العالم.. بعد ما رفضوا انه يطلع بيان مشترك عشان نغطى ونشكر فيه الخدمة والخبرة السوفيتية تمام.. رفضوا.. طلعت العملية في العالم هاج.. انقلب العالم.

انا لا أطعن الأصدقاء فى الظهر

         البعض هنا كتب وقال: انه كان حتى انا اتصلت بأمريكا علشان اخذ ثمن هذه العملية.. أنا باحب أقول رأيى بانتهز الفرصة دى وبقول لكم اذا كان البعض بيفتكر أو الشيء العام اللى في العالم بأن السياسة لها اخلاق.. انا بالنسبة لى.. الأخلاق لا تتجزأ.. ان يبقى عمل انا باعتقد انه لا أخلاقى لو انا جيت لأصدقائى السوفيت طعنتهم فى ظهرهم ورحت اتفقت مع الأمريكان على دى.. لا وقلت حايعرفوا.. هم طبعا فى الأول قطعوا 100% ان انا متفق مع الأمريكان عليهم..

         وقلت حايعرفوا دلوقتى.. حايعرفوا بيتعاملوا مع مين.. انا عندى الأخلاق لا تتجزأ.. ولا أطعنش فى صديق انا نديله صدمة كهربائية صحيح.. لكن ما أطعنوش واقول له: اصحى فوق معايا.. لكن ما أطعنوش ابدا لانه وقف معايا فى ساعة الشدة..

         ثبت لى بعد ذلك بثمانية اشهر.. وعقدوا معانا صفقة أسلحة.. بعد ذلك بثمانية أشهر.. بعد ما اتأكدوا انه لم يكن ابدا هذا العمل طعنة فى ظهرهم أو عمل لا أخلاقى.. وأنا - سواء فى السياسة أو غير السياسة - باحب انكوا تبقوا عارفين.. أنا بأقول الأخلاق وحدة لا تتجزأ فى السياسة أو غير السياسة، مسألة الخلق لا تتجزأ.. أبدا.. مهما كان فيها شطارة، لأنه فى النهاية لا يصح الا الصحيح.. واللى بيكسب هى الأخلاق..

         طلعت القرارات.. قامت القطيعة بيننا وبين الاتحاد السوفيتى، قطيعة كاملة معنا.. بعدها أديت تعليمات انه القوات المسلحة بما عندنا من أسلحة فى أغسطس 72، بما عندنا من اسلحة، تكون جاهزة فى نوفمبر.. وندهت أمين الاتحاد الاشتراكي، وكان ايامها الأخ سيد مرعى، وقلت له بانه فى نوفمبر لازم نكون جاهزين للتحرك.. وندهت ممدوح سالم.. كان ماسك المقاومة الشعبية الى جانب عمله كنائب رئيس وزارة ووزير داخلية وقلت له: يا ممدوح على نوفمبر الجاى نكون جاهزين بما لدينا من عمليات فى الدفاع الشعبى كله، وفى 73 كان ماسكه ايضا. وندهت حافظ اسماعيل مستشار الأمن القومى وقلت له: تروح تجهز نفسك.. الأمريكان لا بد حايتصلوا بينا، لان القرار قد كده خطير .. حايتصوروا انهم يعنى.. حايتصوروا يمكن ان احنا فى سبيلنا لشيء.

<11>