إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ومجلس الشعب

كما قد تكون عاملاً لتقوية الوقفة العربية، يمكن أن تكون أيضاً بالاندفاع غير المدروس ودون ربط سياسي واقتصادي واجتماعي وإداري، قد تكون عنصراً من عناصر الضعف.

          من هنا نشأ واجب تاريخي على مصر وعلى ثورة 23 يوليه إزاء مسؤولياتها العربية، هو أن نحافظ مستقبلاً على كل عوامل النجاح التي تؤدي إلى قيام العمل الوحدوي على أسس علمية ومتينة تكفل استمراره وقوته.

          هنا لازم أذكر والله أن تصحيح مسار ثورة 23 يوليه بما تم في 15 مايو لم يكن مجرد عمل داخلي للتخلص من عناصر الانحراف اللي كانت في السلطة. ولكن كلكم تعلموا وكل المعاصرين أيضاً يعلموا أنه كان متعلق إلى أبعد الحدود بالخطوات الوحدوية اللي إحنا في صددها، سواء بالنسبة لاتحاد الجمهوريات أو بالنسبة لعملية الوحدة الكاملة مع ليبيا.

          ولقد كانت نظرتنا دائماً بكل الإخلاص الثوري والعاطفة الوحدوية العربية. كانت نظرتنا إلى قادة ثورة الفاتح من سبتمبر هي نظرة زملاء الجهاد والحرية وشركاء المسؤولية إزاء الأهداف القومية للثورة العربية الشاملة. كنا وما نزال ننظر إلى اخوتنا القادة الليبيين نظرة التقدير والإعجاب باتجاههم الوحدوي الحر. وكنا ولا نزال نحس إننا ونحن نولي وجوهنا وصدورنا قبل المشرق في اتجاه العدو الصهيوني، كنا نحس ولا نزال أن ثورة ليبيا هي حماية لظهر مصر وسند كبير لساحة المعركة بأكملها. وكنا ولا نزال ننظر إلى التراب الليبي كامتداد طبيعي للتراب المصري. وكنا ولا نزال ننظر للشعب الليبي كحقيقة واقعة للامتداد البشري للشعب المصري يزيده عزة وكرامة وقوة ومع ذلك كله وبحكم التجربة الطويلة لثورة 23 يوليه، كنا نعرف أيضاً مصاعب الوحدة ومواطن الثغرات التي يمكن أن تعمل مستقبلاً إذا تركت على تقويض العمل الوحدوي. لم نكن نستطيع بحكم المسؤولية القومية التاريخية أن نغفل الاستفادة من دروس التجربة الوحدوية. ومن هنا كان حرصنا الشديد على أن نتفق منذ البداية على كل الأسس التي تكفل نجاح الوحدة.

          إننا لازلنا نقدر بطولة تحمل مسؤولية العمل الثوري للقادة الليبيين، وإنه ليسعدني ويشد من عزمنا الحماس الوحدوي للشعب الليبي. ولكن ضمان استمرار الوحدة بعد قيامها هو أيضاً مسؤوليتنا التاريخية إزاء أنفسنا وإزاء الشعب الليبي وإزاء العرب جميعاً وإزاء المعركة الدائرة مع عدونا وإزاء أجيالنا المقبلة كلها.

          إيه اللي حصل، الرئيس معمر جه وكنت سعيد جداً إنه وصل إلى القاهرة واجتمعنا. في الأول اجتمعنا في اسكندرية ثلاث اجتماعات، الاجتماع الأول جه فيه نائب رئيس الوزراء ممدوح سالم وعرض الأوضاع الداخلية كلها بالكامل. وللأسف الصورة عند اخواننا في ليبيا مشوهة تشويهاً كاملاً عن وضعنا الداخلي. فانا قلت خليها تبقى فرصة يسمع ويحضر ويانا وحتى لما جه قلت له اتصل بمن تشاء وتكلم مع من تشاء، لأن أنا يهمني إنه يعرف الصورة كاملة.

<17>