إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ومجلس الشعب

فوق كل الصراعات والخلافات لأن المعركة أكبر من هذا بكثير. من أول لحظة وأنا بأطبق هذا، أنا عايز أقول إنه بالاتصال الثنائي تم شئ كثير جداً، ما جاش الوقت علشان نعلن عنه، تم شئ كثير وشئ مهم، وأهم شئ تم في نظري وفي يقيني مش النواحي المادية المتعلقة بسلاح أو غيره، لا، أهم شئ تم الناحية المعنوية الأخوية، والأصالة العربية اللي تخلينا يوم ما نفتح شرارة الصراع يحس كل أخ منا بأخوه بدل ما يقف كل واحد فينا يبص ويستنى أخوه على الطريق. لا كل واحد فينا حيبقى عايز يقف جنب أخوه. أنا باعتبر إن ده هو النجاح الكبير. السلاح بييجي ويروح، الفلوس لا قيمة لها بتيجي وتروح، وهذا البلد ما هو معروف إمكانياته، وأنا حكيت بعض أرقام وعندي أرقام أخرى أقدر أحكيها حتوري إيه هذا البلد وثروته وقيمته، الفلوس لا قيمة لها. إنما إحنا دائماً نؤمن بالمبادئ، والمعاني هي الأساس اللي بنشتغل عليه. وفي النهاية يوم ما حتبتدي شرارة الصراع الكبير إحنا محتاجين لكل إنسان على الأمة العربية، حاكماً أو محكوماً. محتاجين نفهم بعض، نعرف بعض، نعرف مدى خطورة الصراع  اللي إحنا متعرضين له، نعرف أبعاد المعركة اللي إحنا داخلينها وهي مش خاصة بمصر ولا سورية ولا الأردن ولا دول المواجهة لوحدهم، وإنما خاصة بكل بلد عربي. النهاردة كل بلد عربي مهدد في كل شئ، أظن أول شئ نعمله أنه على الأقل مع بعض كأخوة نبقه على درجة من التفاهم، ما نبقاش كل واحد فينا واقف وشايل خنجر للثاني، وواقف علشان يتشمت في الثاني. على الأقل نبقه فيه أخوة، فيه معاني، فيه مبادئ. وبعدين اللي يخرج عن هذه المبادئ يبقه أمتنا تحاسبه بقه وتقول إن وإحنا إخوات فلان ما قامش بواجبه.

          بنيجي في هذه النقطة بالذات اللي هيه الإمكانيات العربية لا بد لي أن أتكلم عن ليبيا وعن الأحداث اللي تمت في الأيام الأخيرة، لأن من داخل الموقف العربي أيضاً، ومن داخل القوة العربية الهائلة اللي بنرغب دائماً إنها تكون إضافة إلى المعركة، وإضافة إلى الصراع الطويل بتاعنا. إحنا عشنا كلنا ويمكن العالم كله عاش معانا الأحداث والظروف اللي مرت في الأيام اللي فاتت بالنسبة بيننا وبين ليبيا، وباحب أنه كل مواطن عربي في الوطن الكبير زي ما في بلدنا تماماً من حقه إنه يعرف موقفنا في هذه الظروف. يقيني أنه لا يمكن إدراك كل الحقائق على ضوء ما عاشته وتعيشه الثورة العربية الشاملة في كل الوطن العربي ونضالها الطويل في سبيل تحقيق الوحدة العربية، وكذلك بالنسبة لكل ما بذل ومازال يبذل من جهد وتضحيات في تاريخنا المعاصر أن لا نتجاوز الواقع إذ نقول:

          إن تاريخ الشعب العربي على مر الأجيال هو في الحقيقة تاريخ جهاده. وصراعه في سبيل الوحدة بل إن جميع الصراعات التي تمت على هذه المنطقة من العالم كانت الوحدة العربية هي حجر الزاوية. لعل أبرز هذه النماذج التاريخية هي وقفتنا البطولية في صد موجة التتار التي زحفت علينا من الشرق، وصد موجة الغزوة الاستعمارية التي تسترت تحت الصليب آتية من الغرب. الواقع إنني عندما أسوق هذا التاريخ فإنني أقصد أن تتضح لنا جميعاً الرؤية بالنسبة للعوامل التي حكمت انتصارنا، كما حكمت أيضاً تخلفنا وانحسارنا.

<15>