إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ومجلس الشعب

          أنا كنت عايز أتكلم كلمتين في هذه المناسبة عن قواتنا المسلحة، بانتهز هذه الفرصة وباتوجه من هذه القاعة وفي هذا المؤتمر المشترك بتحية الشعب لقواتنا المسلحة الرابضة على حدودنا هناك، اللي بيقضوا ليلهم ونهارهم ساهرين مفتحين مستنيين الأمر ييجي لهم، بلا مزايدة وبلا جدل وتحت كل الظروف، في الشتاء وفي الصيف وفي كل الأوقات. وجاهزين بإيه؟ جاهزين بأرواحهم أغلى ما عندهم، جاهزين علشان يقدموها لبلدهم، ضميرهم ارتبط بضمير شعبهم وبضمير أمتهم، لهم منا جميعاً كل التقدير وكل الإعجاب ودعواتنا بأنهم في معركتكم إن شاء الله يحققون كل ما يتمنوه وما نتمناه كلنا لشعبنا.

          زي ما قلت هل إحنا مش مجهدين لا إحنا مجهدين فعلاً - زي ما قلت استغنينا عن الكماليات كلها، وبدأنا نحدد في الضروريات. الخدمات عندنا كلها مجهدة - مواصلات، التليفونات، المجاري، كل الخدمات عندنا مجهدة ومثقلة. ولعلمكم من سنة 67 لسنة 73 في الست سنوات اللي إحنا فيها في هذه المرحلة، مرحلة المواجهة زدنا 4 مليون سكان كمان فوق مشاكلنا واجهادنا زدنا 4 مليون لا بد لهم من إسكان وصحة وتعليم وتموين، وماشيين وحنمشي بإذن الله.

          قبل ما اسيب القوى الذاتية المصرية، لازم أكون صريح معاكم وأقول أنه في بعض الأوقات حدثت بعض المؤثرات على القوى الذاتية المصرية. إحنا بنقول إن الصمود روح الشعب، روح 9 و10 يونيه هي الحلقة الأساسية في قواتنا الذاتية حدثت بعض مؤثرات ولكن بالنسبة لحالة التمزق اللي إحنا عايشينها باتجاوز أنا عن هذا ولأن شعبنا كمان بحسه وإدراكه واعي جداً وعارف. هذه المؤثرات ما استطاعتش أن تغير شيء ولا تؤثر شيء. بل على العكس كشفت أصحابها، بس ولكن مسيرة شعبنا في خطها العام وفي أصالتها وفي ماضيها مستمرة كما هي.

          باخرج من ده إن القوى الذاتية المصرية خلال الست سنوات زي ما أستعرضتها لكم كانت على أروع ما تكون. سنترك كل المؤثرات اللي أنا حكيت عنها أو بعض التجاوزات بنتركها لكن بناخد المحصلة العامة. كانت ولا تزال القوى الذاتية المصرية على أروع ما تكون، ولكن زي ما قلت دا ما يعنيشي إن إحنا مالناش ملاحظات على نفسنا. إحنا عاوزين نكون أكثر، عاوزين تعبئة أكثر، عايزين تركيز أكثر لعناصر قوتنا الذاتية وعناصر صمودنا، وخاصة في هذه المرحلة - مرحلة المواجهة الشاملة اللي إحنا عايشينها النهاردة والصراع الخطير اللي علينا شئنا أو لم نشأ أن ندخله ونكمل المسيرة أياً كان قدرنا.

          ده كان النقطة الأولى زي ما قلت لكم في الثلاث عوامل اللي بنواجه بها بقه مخططات أعدائنا، وزي ما قلت النقطة الأولى كانت القوة الذاتية المصرية.

          النقطة الثانية الإمكانيات العربية الهائلة.

<13>