إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

         وإننا نعلن أيضاً من هذا المكان الاستنكار الشديد لمحاولة بريطانيا العودة إلى بيع الأسلحة إلى حكومة جنوب أفريقيا.

         إنها بهذا تستعمر الخليج العربي، وإنها بهذا تقف ضد حرية أفريقيا.

أيها الأخوة المواطنون
         إن نضال أمتنا العربية خلال هذا كله لم يكن يجري ولم يكن ممكنا أن يجري بمعزل عن العالم، العالم فيه الصديق لنا وفيه الصديق لعدونا. وإذا استطعنا أن نتذكر ما حدث من 1967 لغاية دلوقت، يبقى من السهل علينا أن نعلم من هم الأصدقاء ومن هم أصدقاء إسرائيل.

         حينما نتذكر الأصدقاء الذين وقفوا معنا في محنتنا في الأيام الحالكة الظلام في سنة 1967، نقول إن أول هؤلاء الأصدقاء وأحقهم بشكرنا الدائم وعرفاننا غير المحدود هو الاتحاد السوفيتي الذي وعدنا في يوم 11 يونيه سنة 1967 في رسالة استلمتها من قادة الاتحاد السوفيتي بريجنيف وبودجورني وكوسيجين، إننا يجب أن لا نيأس وأن الاتحاد السوفيتي سيساعد بكل الوسائل بأن يمدنا مجاناً بأسلحة بدل الأسلحة التي فقدناها في معارك سيناء. وكان هذا هو أول حجر في بناء قواتنا المسلحة. ومنذ الأيام الأولى بدأت هذه الأسلحة ترد إلينا من الاتحاد السوفيتي. وكان الجميع يقولون في الغرب وفي الولايات المتحدة الأمريكية، وفي إسرائيل. إننا قد انتهينا، وأن لا فائدة ترجى من قواتنا المسلحة أو منا بعد الهزيمة التي حدثت في يونيه. وكان بعض قادة إسرائيل يقولون في هذا الوقت انهم ينتظرون على التليفون حتى تأتيهم مكالمة من القاهرة أو من دمشق تبلغهم فيها أن الشعب قد صمم على الاستسلام، وأن القيادة في القاهرة والقيادة في دمشق تسألهم عن شروط الاستسلام.

         إن الشعب قد صمد في هذه الأيام، الشعب المصري وشعوب الأمة العربية كلها رفضت الهزيمة. ولكن أيضاً كنا نحتاج إلى الأسلحة التي ندعم بها قواتنا المسلحة. ولهذا حينما نقول إننا نشكر الاتحاد السوفيتي ونعبر له عن عرفاننا. نقول هذا لأن الاتحاد السوفيتي بعد أيام قليلة رغم هذه الكلمات، ورغم هذه الأماني التي كان يريدها الأعداء، أرسل إلينا الطائرات والدبابات والمدافع والأسلحة، وأعطانا الأمل الكبير في إننا سوف نصمد وسوف ننتصر بإذن الله.

أيها الأخوة
         وبعد هذا استطاعت إسرائيل أن تحصل على أسلحة جديدة بعد 67، حصلت على أسلحة جديدة من بريطانيا ومن أمريكا، وزادت قواتها عما كانت عليه سنة 67، وكان من الواضح لنا أن استعواض ما خسرناه في سنة 1967 فقط سيضعنا دائماً تحت رحمة إسرائيل وتحت رحمة الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم

<12>