إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

أيها الأخوة

          إن البعث الذي حدث لفلسطين ظاهرة تكاد لا تصدق، ولكن هذه الظاهرة دليل حياة لا تموت وأصالة لا تتحول، ولا نستطيع في هذا أن ننكر دور جماهير الشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني الذي يرضخ تحت الاحتلال يناضل نضال مستمر، وفي الأسابيع الماضية كلنا تابعنا كيف ناضلت الجماهير في نابلس وكيف واجهت القوة الغاشمة، وأنا شفت الصور اللي خارجة من نابلس معتقلين المدينة كلها، معتقلين الناس كلهم، كل الناس أهالي نابلس معتقلين قاعدين إلى جانب الحيط. ولكن هل هذا الاعتقال فعلاً حيخوفهم؟ حيأسهم؟ أنا أعتقد هناك نظرية قديمة بتقول إن القوة الغاشمة وقوة الاحتلال ستزيد من المقاومة، وأنا على ثقة أن شعب نابلس اللي شفت صورته وهو قاعد جنب الحيط والعساكر اليهود واقفين له بالبنادق والسلاح ستكون مقاومته أشد ودي الطبيعة دي طبيعة الشعب العربي على طول عمره وعلى طول السنين، شفنا جماهير غزة كيف تقاوم وكيف تناضل، الرجال والنساء. وشفنا أيضاً أنا شفت الصور اللي جاية من غزة والعساكر اليهود ماسكين البنادق وماسكين السلاح، وإن إحنا بنقول لشعب غزة إن إحنا نحيي فيهم هذا الصمود ونحيي فيهم هذا النضال، ونحن ننتظر بإذن الله اليوم الذي نلتقي فيه حينما تحرر هذه الأرض المقدسة.

          شفنا النضال في القدس، والنضال في الخليل، والنضال في طولكرم وفي كل المدن في كل مكان في كل الضفة الغربية. إذن دور الجماهير، الشعب الفلسطيني دور خالد ولم ييأسوا، لم تستطع الحرب النفسية أن تؤثر فيهم، والواضح أن الشعب العربي يؤيد المقاومة تأييداً كاملاً.

أيها الأخوة

          كنا ولا نزال نقول أنه ليس هناك معيار أوفى ولا أدق من الموقف الذي يتخذه أي فرد أو أي جماعة، أي حكومة من قضية المقاومة ومساعدتها والتمكين لها وتدعيم جهودها، من جانبنا أيها الأخوة نحن نعطي كل ما لدينا للمقاومة عسكرياً وسياسياً وفنياً، ونحن على استعداد لهذا بغير حساب، بغير تحفظات، وبغير مطلب إلا مطلب الأمة العربية كلها، وهو شن القتال ضد العدو.

أيها الأخوة أعضاء المؤتمر القومي

          أنتقل إلى العمل العربي الموحد من الناحية الرسمية أن المرحلة الجديدة في تقديرنا تتطلب تدارساً على أرفع المستويات، فإن الظروف تغيرت عما كنا عليه في الخرطوم تغيرت الظروف المحيطة بقواتنا عن سنة 1967، إحنا اجتمعنا في الخرطوم في أغسطس سنة 1967، النهاردة إحنا في يوليه سنة 1969، تغيرت الظروف المحيطة بقوتنا، تغيرت أساليب العدو، تغير الموقف الدولي المحيط بنضالنا، طلع قرار الأمم المتحدة بعد كده وسمعنا على يارنج وسمعنا على يارنج قعد يلف سنة ونص وبعدين رجع إلى موسكو ثم الدول الكبرى

<20>