( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

إحنا عايزين الحماس اللي أكثر من اللازم ده نقلله، نشتغل وإحنا باردين.. باردين خالص، لأن قدامنا عدو خبيث.

          ولكن بأقول إن عندنا الكلام اللي قلته لقائد القوات الجوية لما جه ليه مع وزير الحربية إن الثقة في القوات الجوية.. الشعب يثق في القوات الجوية.

          قوات الدفاع الجوي النهاردة أيضاً نطمئن إليها كل الاطمئنان.. قواتنا المقاتلة عملت جهد كبير جداً في السنتين اللي فاتوا، كلهم قاعدين السنتين بعد 1967.. كلكم عارفين الإجازات قليلة.. التدريب مستمر.. العمل مستمر.. من أجل تحقيق الهدف الذي يصبو إليه كل فرد من أبناء البلد.. بل من أبناء الأمة العربية وهو التحرير.. ولكن الروح القتالية طبعاً عالية، والروح المعنوية في قواتنا المسلحة عالية.

          واللي أنا النهاردة بأشعر به، واللي بتشعر به القوات المسلحة، واللي أحب أقوله وأنا أتكلم في هذا المؤتمر، إن هناك تعاطف شعبي كامل.. وتلاحم شعبي كامل مع القوات المسلحة التي صممت على أن تؤدي الواجب في تحرير الأرض المغتصبة.

أيها الأخوة

          مع هذه الصورة اللي أنا اديتها لكم والكلام اللي أنا بأقوله.. والأمل اللي بيشع في نفوسنا.. مع ذلك كله لابد أن أقول بأمانة المسئولية أن الطريق ما زال طويلاً وصعباً.. العملية مش عملية تصريحات ولا حديث ولا خطب.. العملية إن إحنا في صراع مرير.. قتال مرير.. قتال متلاحم بيننا وبين العدو 200 متر ولكن رغم أن الطريق مازال طويلاً وصعباً، فنحن نطمئن إلى معيارين:

أولاً: الإرادة.. وهي موجودة ومؤكدة لدى جماهيرنا.. تكلمنا عن الإرادة موجودة والشعب مصمم.

ثانياً: القوة التي تعزز الإرادة.. وهي تنمو وتثبت فعاليتها مع كل يوم وتنتقل من مرحلة في العمل إلى مرحلة أكثر فاعلية وتأثيراً.

أيها الأخوة

          اطمئناننا.. اطمئناننا دائماً إلى سلامة معايير القياس تعطينا الثقة في أننا نتقدم على الطريق الصحيح.

          ولابد أن ندرك أنه بمقدار ما نتقدم بمقدار ما سوف تزداد ضراوة العدو.. وشراسة العدو.. ومن هم وراءه.. اللي عايزين يخضعوا هذه المنطقة.. اللي عايزين يخضعونا بواسطة إسرائيل.. ستزداد ضراوتهم وشراستهم ضدنا في كل الميادين.. تآمر.. صرف الفلوس.. الجواسيس.. العملة.. ومساعدة إسرائيل.

<16>