إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في عيد العمال

أيها الأخوة

         كلنا نعرف أن في الشهرين الأخيرين حصل تصاعد في الموقف على الجبهة. قادة إسرائيل اتكلموا كثير في المرحلة الماضية- على أنهم يرفضوا تنفيذ قرار مجلس الأمن الذي ينص على انسحاب القوات المعتدية من الأراضي التي احتلتها بعد 5 يونيه 1967، وقال قادة إسرائيل أنهم لا يعترفوا بأي حدود لدولتهم، وانهم عايزين العرب يقعدوا معاهم علشان يقرروا هذه الحدود- وقال قادة إسرائيل انهم ضموا القدس، وقالوا انهم ضموا الضفة الغربية، وقالوا انهم ضموا أجزاء من سيناء، وقالوا انهم ضموا هضبة الجولان في سوريا. أي أنهم قالوا أن العرب ييجوا يتفاوضوا معانا- رئيس وزراء إسرائيل قال هذا الكلام- ييجي العرب يقعدوا- يتفاوضوا معنا وإحنا مستعدين نتكلم معاهم- ولكن القدس ما احناش مستعدين نتفاوض معاهم عليها- الضفة الغربية ووجود قوات إسرائيلية على نهر الأردن ما احناش مستعدين إن إحنا نتفاوض عليها- هضبة الجولان ما احناش مستعدين نتفاوض عليها- ده كلام الإسرائيليين- كلام رئيس وزارة إسرائيل- شرم الشيخ ماهماش مستعدين يتكلموا فيه- معنى هذا إيه إن إسرائيل تريد التوسع في الأرض العربية التي احتلتها بعد 5 يونيه 1967- وقالوا إذا ما جاش العرب وقعدوا معانا على مائدة المفاوضات، فإن إحنا تعجبنا الحدود الموجودة دالوقت في قنال السويس وعلى نهر الأردن وفي هضبة الجولان، كان من الواضح أن إسرائيل تريد أن تجعل من خط إيقاف القتال حدود دائمة لها- وأن تستغل قرار مجلس الأمن الخاص بإيقاف القتال من أجل التمتع بالهدوء والسكينة في الأراضي المحتلة- وبهذا كانت إسرائيل أيضاً ترفض قرار مجلس الأمن الأخر الذي يقضي بانسحابها. إسرائيل تصمم على قرار مجلس الأمن الذي ينص على إيقاف القتال وبهذا تبقى في الأرض المحتلة إلى أبد الآبدين. إسرائيل ترفض قرار مجلس الأمن الذي ينص على انسحابها من الأراضي المحتلة. وطبعاً بعد مضي 20 شهر- بعد الصمود الكبير وبعد الفترة العصيبة التي مرت علينا- كان لابد لنا أن نتجه لتأدية الواجب- وكان لابد لقواتنا المسلحة أن تقوم بالدور المطلوب منها- بعد نجع حمادي حصل إن إسرائيل بدأت في بناء تحصينات على قنال السويس، وفي نفس الوقت بدأنا نحن في تكوين جيش الدفاع الشعبي حتى نحمي الداخل ونحمي الأهداف الحيوية- ثم بعد هذا تكلمت إسرائيل وأعلنوا أنهم بنوا خط حصين في الضفة الشرقية لقنال السويس وسموه خط بارليف- وأن الدشم اللي بنوها لا يمكن لأي أنواع الأسلحة إنها تؤثر فيها ولا يمكن للمصريين انهم يهدموها. وعلى هذا لن تتمكن مصر من أن تعبر قنال السويس وتعود مرة أخرى إلى سيناء- وكان لابد لقواتنا المسلحة أن تواجه هذا الموقف- عندما تكون على أهبة الاستعداد، سواء بالنسبة للجبهة أو بالنسبة للداخل. وفي أوائل الشهر الماضي قالت قواتنا المسلحة أنها على أهبة الاستعداد وكنا نعلم ونعرف من تصريحات قادة إسرائيل أنهم يريدون الهدوء الكامل على جبهات القتال حتى يزيدوا من بناء التحصينات وحتى يحولوا خط إيقاف القتال إلى حدود مستديمة- وعلى هذا بدأت قواتنا المسلحة في تنفيذ خطتها التي كانت قد رسمتها- بدأت في التنفيذ في أوائل الشهر الماضي- في أوائل شهر مارس لأن إحنا النهاردة أول مايو- في أوائل شهر مارس وكان هدف القوات المسلحة أن تدمر خط بارليف الذي قالت عنه إسرائيل إنه خط لا يمكن تدميره وخط حصين- وبعد هذه الفترة من المعارك على القتال- بلغني الفريق فوزي

<8>