إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في عيد العمال

إسرائيل من الغارة التي حصلت في شهر أكتوبر الماضي أن نسحب قواتنا من القنال، وأن نفتتها للدفاع عن الأهداف الحيوية، ولكننا صممنا في هذا الوقت ألا نحقق هدف إسرائيل ولم نسحب أي قوة من قوات القنال ولا أي وحدة من وحدات الجيش العامل الذي يستعد ويتدرب كل يوم من أجل المعركة التي ينتظرها كل فرد من أبناء هذه الأمة، ولكننا أنشأنا الجيش الشعبي ليدافع هنا في الداخل يحمل كل فرد من أبنائه السلاح في كل موقع حيوي، في كل محافظة وفي كل مدينة. ونحن اليوم نقول لإسرائيل أن جيش الداخل هنا في الجمهورية العربية المتحدة يتكون من جميع أبناء مصر، جميع رجال مصر، جميع شباب مصر، كل واحد يدافع عن قريته وكل واحد يدافع عن الأهداف الحيوية. ونحن لن نمكن إسرائيل بأي حال من الأحوال من تحقيق أهدافها في أن نسحب قواتنا التي نجهزها للمعركة، ونفتتها في المحافظات المختلفة وفي الأماكن المختلفة من أجل الدفاع عن الأهداف الحيوية.

أيها الأخوة المواطنون

          هناك فرق كبير بين ما هو الموجود الآن وبين ما كان في شهر أكتوبر من العام الماضي. ولقد أرادت إسرائيل بهذه الغارة التي دبرتها أول أمس أن يكون هذا الاجتماع اجتماع يخيم عليه اليأس ويخيم عليه الحزن، فإذا كانت إسرائيل قد حققت أهدافها بتدمير قناطر نجع حمادي وإغراق حوالي ربع أو ثلاث أربع أو نص مليون فدان في الصعيد، ماكنش في هذا الاجتماع يبقى عندنا أبداً الصوت العالي اللي بنتكلم به النهاردة، ولكن الحمد لله عندنا الصوت العالي اللي إحنا بنتكلم بيه النهاردة. طبعاً بنقول إن إحنا يمكن من سنتين بعد النكسة صوتنا ماكانش عالي، ولكن رغم النكسة وبفضل صمود أبناء هذه الأمة وبفضل صمود قواتنا المسلحة، صوتنا يعلو يوماً بعد يوم وقوتنا تزيد يوماً بعد يوم. أيها الأخوة إن يقظة قواتنا المسلحة ويقظة جيش الدفاع الشعبي، كل هذا هو السبب الأساسي للفشل الذي منيت به إسرائيل، وإسرائيل حينما أذاعت بياناتها خلافاً للنتائج الحقيقة، وحينما انكشفت هذه الحقيقة، نحن هنا لا تتأثر روحنا المعنوية، ولم تؤثر فينا الحرب النفسية. ولكني أشعر النهاردة من الكلام اللي بأقرأه طول النهار في الإذاعات إن يمكن الروح المعنوية في إسرائيل هي اللي بتتأثر. قالوا إن جيش إسرائيل هو الجيش الذي لا يقهر. نفتكر وأيام الحرب العالمية الثانية كنا ضباط في القوات المسلحة، وقالوا أن جيش ألمانيا جيش هتلر هو الجيش الذي لا يقهر. الحقيقة في سنة 67 كنا بنبني قواتنا المسلحة، ولكننا لم نكن نخطط التخطيط السليم لمواجهة إسرائيل وقوات إسرائيل. النهاردة أرضنا محتلة، أرض من بلدنا محتلة، النهاردة نعمل العمل الصحيح، نخطط للهجوم، نخطط لضرب القوات المعتدية. هذا الشيء أيها الأخوة ماكنش موجود في سنة 67 أو قبل 67. أنا بدي وأنا بأتكلم في موضوع أول امبارح قد يتساءل البعض وقد تسمع بعض الأسئلة إزاي دخلت الطيارتين الإسرائيليتين من الجنوب ووصلوا إلى نجع حمادي وقنا. لكننا نعرف أن بلدنا بلد كبيرة بنعيش في أربعة في المائة بس من البلد 96% من البلد صحاري، مش ممكن حانحط في كل هذه المناطق، سواء الصحاري الشرقية أو الصحاري الغربية قوات مضادة للطائرات، ثانياً إن أي طيارة بتطير واطي لا يمكن إن إحنا نكتشفها على أجهزة اكتشاف

<6>