( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في عيد العمال

أيها الأخوة المواطنون

         نحن نناضل هنا في مصر والأمة العربية تناضل أيضاً في كل مكان.. ولكني أقول إن إسرائيل بتقول إن 100 مليون عربي لم يستطيعوا أن يتصدوا لـ3 أو 2.5 مليون إسرائيلي، 2.5 مليون إسرائيلي هزموا 100 مليون عربي.. هذا الكلام أيها الأخوة فيه مغالطة، 2.5 مليون إسرائيلي عبأوا نفسهم بالكامل 100 في المائة، كل راجل في إسرائيل يخدم خدمة عسكرية، وكل امرأة في إسرائيل تخدم خدمة عسكرية.. كل راجل وكل امرأة في إسرائيل جنود في جيش الدفاع في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. أما نحن العرب فلم نحشد قوانا وبكل أسف أقول نحن العرب الأمة العربية كلها الـ100 مليون لم تحشد قواها حتى الآن. نحن هنا في مصر وفي البلاد العربية التي تحيط بإسرائيل نعمل كل جهدنا، ولكن الـ100 مليون عربي، الأمة العربية كلها لم تحشد قواها حتى الآن، وبهذا يمكن لإسرائيل أنها تتفوق، 2.5 مليون إسرائيلي يتفوقوا على 100 مليون عربي. وأنا أقول اليوم من هذا المكان آن الأوان للأمة العربية كلها أن تحشد قواها.. الكلام مفهش فايدة.. الخطب مش حتحارب، هناك الكلام الكثير والخطب الكثيرة، ولكن الحشد.. الحشد شئ أكثر من هذا، نريد أن تحشد الأمة العربية كلها لتكون هناك جبهة شرقية من جميع الدول العربية في الشرق وجبهة غربية من جميع الدول العربية الموجودة هنا في الغرب. ولكني أقول لكم بكل أسف حتى الآن هذا يحتاج جهد كبير. نتكلم عن المعركة المقدسة وعن الحرب المقدسة وعن الكفاح المسلح، لكن الأمة العربية لم تحشد كل قواها ولا نص قواها ولا ربع قواها حتى الآن. علينا نحن الذين نواجه خط النار أن نحشد قوانا، وقام اخوة لنا بالواجب، والأمة العربية ساعدتنا في معركة الصمود، ولكن نستطيع أكثر من هذا. إن إسرائيل تعلم أن هذه المعركة هي معركة حياة أو موت، وعلى هذا الأساس تتبجح إسرائيل ويتبجح قادة إسرائيل.

         في الأسبوع الماضي أحد قادة إسرائيل قال: فليعلم العرب في جميع أنحاء الأمة العربية أنهم لن يتفوقوا بأي حال من الأحوال على القوة العسكرية الإسرائيلية. إن إسرائيل ستبقى متفوقة إلى أمد غير محدود. قال هذا القائد الإسرائيلي هذا الكلام وهو يوجه هنا التحدي لنا. ليس هذا التحدي لنا نحن فقط في مصر، ولكن هذا التحدي لكل الأمة العربية في جميع أرجاء الأمة العربية، وقطعاً قال هذا القائد الإسرائيلي هذا الكلام وهو يعلم ما هي القوات العربية التي تحتشد الآن للمعركة وما هي القوات العربية التي تكون لهذه المعركة.

         في الحقيقة- أيها الأخوة- أقول هذا الكلام لأنفي ما تروج له الدعاية إلى حشد كل القوى العربية للمواجهة الاستعمارية والدعاية الصهيونية الإسرائيلية في كل مكان، أن 2.5 مليون إسرائيلي استطاعوا أنهم يهزموا 100 مليون عربي.

         أقول لا الـ100 مليون عربي لم يحشدوا كل قواهم ولم يكونوا في وضع يمكنهم من أن يحشدوا كل قواهم.

<10>