( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الأولى لمجلس الأمة الجديد

          المنجزات التي استطاع الشعب المصري بناءها خلال عملية التطوير الشامل التي تحمل ويتحمل بأعبائها الجسام وآمالها العظمى.

أيها الأخوة.. أعضاء مجلس الأمة

          إن الكلام عن الدفاع سوف يقودنا إلى العمل العربي المشترك الذي يبذل لكي يواجه معركة المصير المشترك التي تخوض غمارها الآن أمتنا العربية.

          وهناك ناحية سياسية في هذا العمل العربي المشترك.. كما أن هناك ناحية عسكرية..

          ومن الناحية السياسية وبواجب الأمانة أمام أمتنا.. فإنه من المحتم على أن أقول أنه كان في إمكان العمل العربي المشترك.. من الناحية السياسية.. أن يقوم بأكثر مما قام به.. وأن يقدم لمعركة المصير إسهاماً أوفى مما قدمه فعلاً.

          إن العمل العربي السياسي كان بغير شك أقل مما قدرناه.. لكني أستطرد لواجب الصدق بعد واجب الأمانة فأقول أن هذا العمل أكثر مما قدر الذين دأبوا على التشكيك في صحة إيمان الأمة العربية بوحدتها وبنضالها الواحد ومستقبلها الواحد..

          إن اتفاقية الدعم العربي قائمة.. وهي تؤدي دورها المرسوم لها بإسهام المملكة السعودية والكويت والمملكة الليبية المتحدة فيها، وهذه الاتفاقية ما تزال أبرز ما استطاع العمل العربي المشترك تحقيقه لتعزيز موقف الصمود.. كذلك فإن المشاورات والاتصالات دائرة بين العواصم العربية.. لكن الأمر خصوصاً مع احتمالات المرحلة القادمة يقتضي في رأينا تعاوناً أوثق وألصق.. وقد كرر عدد من رؤساء الدول العربية النداء إلى عقد مؤتمر قمة عربي جديد. وزاد النداء إلحاحاً في أعقاب العدوان الإجرامي ضد مطار بيروت.. ونحن نعتقد أنه قد يجئ وقت قريب يصبح فيه عقد مثل هذا المؤتمر ضرورة عاجلة..

          وأما من الناحية العسكرية.. فلقد بذلنا- ولا زلنا نبذل- كل الجهود من أجل دعم وزيادة فعالية جبهة المواجهة الشرقية مع العدو.. وهي الجبهة التي تشترك فيها قوات العراق وسوريا والأردن.. لكي تؤدي دورها بالتعاون مع الجبهة المصرية التي تتشرف بأن تجد في خطوطها قوات من الجزائر والسودان والكويت..

          إن الجبهة الشرقية- التي يتلاقى عليها عمل هذه القوات العربية الباسلة- ذات أهمية استراتيجية لا تعوض.. فضلاً عن أن الوصول بها إلى حد التأهب المرجو سوف يعطي لقوى أخرى من قوى النضال العربي نوعاً من الحماية المباشرة والمساندة السريعة..

<6>