إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الطارئة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

للمصالح الحكومية وبالنسبة للروتين وبالنسبة لمسائل كثيرة، واللي كل واحد عايزها لا يمكن أن تحدث بالسرعة اللي يتخيلها البعض، وفي الحقيقة فإنني أعترف أمامكم إنني لا أعرف بعد الطريقة التي أستطيع بها أن أضغط على زر أمامي فتحدث مرة واحدة كل التغييرات التي نريدها.

          وأنا اتكلمت على بيان 30 مارس وعلى الحاجات الكبيرة اللي اتحققت نتيجة لبيان 30 مارس، ولكن كل واحد فينا عايز المجتمع المثالي عايز يشوف كل حاجة مثالية وعايزين نشوف إن التغييرات توصل إلى هذا. الحقيقة هذا يحتاج مساهمة من الجميع، التغييرات الكبرى والعميقة في التفكير شئ والتخطيط شئ آخر، وفي التطبيق شئ ثالث. طبعاً مهما غيرنا برضه أكرر مرة أخرى هناك عناصر لن يعجبها أي شئ وحيقولوا باستمرار فين التغيير فين التغيير مهما حصل ومهما غيرنا. طبعاً بعد انتخاب الاتحاد الاشتراكي هناك عناصر قالت إن محصلش التغيير فهي نفس الناس اللي طلعت هي الناس اللي كانت قبل كده، طب حنعمل إيه طب ماهي الانتخابات اللي بطلت لكن مين اللي بيقول كده، طب ماهوه اللي سقط في الانتخاب أو المضاد للثورة يعني حيأخذوا من كلمة التغيير مادة باستمرار علشان يتكلموا فيها وعلشان ممكن انهم يبثوا بواسطتها حاجات كثيرة، عايزين يبثوها بين صفوف الشعب. التغيير الحقيقة عملية طويلة وعملية مستمرة، التغيير مهوش عملية نشيل الدنيا كلها ونحط دنيا بدلها. التغيير هوه عملية متدرجة وعملية علمية، وإحنا النهاردة حتى بنقوم بهذا العمل تحت ظروف قاسية وظروف صعبة.

          الحقيقة نتيجة لهذا الجبهة الداخلية فوق الصمود والصلابة والمناعة يجب أن تسلح نفسها بقدر كبير من الوعي وحسن تقدير ظروف، وفي ذلك فإن أمامنا طريقان لا ثالث لهما: إما أن نحطم أنفسنا بالاستسلام للمشاعر الجامحة والعاجزة في نفس الوقت، وإما أن نستجمع قوانا لنحطم العدو بتخطيط عاقل وصادق. ولابد أن نقول على أي حال إن ذلك امتحان قاسي وضعنا فيه، ولابد أن نجتازه بنجاح مهما كانت صعوبة الظروف، بل إنه يتحتم علينا أن نجتازه بنجاح لأن تلك ضرورة النصر، أي هي ضرورة الحياة.

أيها الأخوة

          وأنا أدرك صعوبة الاختيار ولكن أي قسط من الإدراك لصعوبة الاختيار لا يبرر في رأيي بعض ما حدث في المنصورة أو الإسكندرية، وهنا أيها الأخوة أصل بكم إلى الموضوع الذي يحظى باهتمامنا اليوم. إن الوقائع سوف يتحدث فيها بعدي عدد من الوزراء وأمناء الاتحاد الاشتراكي في المحافظات.

          سوف نستمع معاً إلى وزراء التربية والتعليم، ثم وزير التعليم العالي ثم وزير العدل. سوف نستمع معاً إلى أمناء الاتحاد الاشتراكي في الدقهلية والإسكندرية والجيزة، ثم نستمع معاً إلى وزير الداخلية. ولا أريد أيها الأخوة أن أسبق ما سوف يقوله هؤلاء جميعاً أمامكم من جوانب الحقيقة وتفاصيل الواقع.

<9>