إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الطارئة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

أيها الأخوة

          أساس هذا العمل كله كما نرى، العمل اللي عملناه بعد ما اتكلمنا في 30 مارس أساسه هو صلابة الجبهة الداخلية وصمود الجبهة الداخلية وتصميم الجبهة الداخلية. وهذا أمر لا يحتاج إلى دليل، ومن ثم فإن العدو يدرك أن الجبهة الداخلية لابد أن تكون هي الجبهة التي يتحتم عليه أن يبذل أكبر جهوده وأهم جهوده. من هنا أصبح هم العدو الأكبر الجبهة الداخلية بأكبر قدر من التأثير بالإذاعة، بالوسائل الأخرى، بل وحين أحس العدو أن الجبهة العسكرية قد زادت مناعتها عليه فإنه بدأ يوجه إلى الجبهة الداخلية ضرباته المباشرة، وكان ذلك قصد العدو من عملية نجع حمادي.

أيها الأخوة

          لابد أن نسلم أيضاً أنه كانت هناك اعتبارات يمكن حسابها كعوامل مساعدة للعدو. هناك القلق الطبيعي والجو الكئيب الذي تركته النكسة، هناك الاحتلال اللي مضى عليه أربعتاشر شهر للأراضي العربية، ولكن إحنا مش أول بلد في العالم اتعرض للعدوان واحتل جزء من أرضه، فيه بلاد كثيرة تعرضت للعدوان واحتلت أجزاء منها، فيه بلاد كثيرة، فيه عندنا إنجلترا في الحرب العالمية الثانية خلص كل الجيش اللي كانت بعتاه إلى فرنسا، ورجع عريان، ولكن بريطانيا صمدت بعد كده سنوات لغاية ما بنت قواتها، ثم تصدت مع حلفائها للعدوان. ولكن يمكن إحنا الوضع بيختلف عن هذه الأوضاع، الوضع بالنسبة لهذه الدول اللي إحنا بنضرب بيها الأمثلة في الحرب العالمية الثانية، بالنسبة لهذه الدول إنها كانت بتحارب من سنة 39 لسنة 45، انهزمت جيوشها وجلت من "دنكرك" وعادت إلى بريطانيا، ولكن الحرب استمرت، استمرت عليها الغارات الجوية واستمرت عليها الصواريخ الموجهة واستمرت الحرب. إحنا الحقيقة ظروفنا والجو الكئيب اللي إحنا عايشين فيه بسبب إن إحنا الوضع اللي نعيشه ماهواش حالة حرب ولا هواش حالة سلام، لو كنا فعلاً في حالة حرب أنا كنت متأكد إن كانت الجبهة الداخلية كلها ستكون، ونقصد بالحرب اللي هوه القتال الفعلي، ستكون فاهمة وواعية والرؤية أمامها واضحة. ولكن الحالة التي نحن فيها ليست حالة الحرب وليست أيضاً حالة السلام. وده بيحيط جو كئيب لأن عندنا أرض محتلة وليه مابنعملش على تحرير هذه الأرض المحتلة؟

          الحقيقة الجواب على هذا جواب سهل، ويجب إن كل واحد فينا يكون واعي بالنسبة ليه، أولاً إن إحنا في المعركة في السنة اللي فاتت في معركة يونيه الحقيقة خسرنا، خسرنا الحرب وفقدنا فعلاً إمكانياتنا المسلحة، ونحن نحتاج إلى وقت لبناء قواتنا المسلحة. في هذا الوقت الحقيقة نحن أيضاً نعمل العمل السياسي من أجل الوصول إلى حل سلمي مشرف، مش من أجل التسليم، هناك فرق بين الحل السلمي، وهناك فرق بين الحل السلمي وبين الاستسلام. حينما نتكلم عن الحل السلمي لا نقصد بأي حال من الأحوال أن نستسلم. طبعاً الشعور بالجو الكئيب اللي تركته النكسة، الشعور بإن جزءاً من أرضنا محتل، ده عامل مساعد. وهناك أيضاً حقيقة أخرى هيه يمكن الكلام عن التغييرات اللي يمكن كل واحد بيتمناها وبيشوفها، سواء حتى بالنسبة

<8>