إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الطارئة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

الهجوم على مديرية الأمن في المنصورة. جم بعض الطلبة واضطر من في مديرية الأمن إلى إطلاق النار وأطلقوه وهم في موضع الدفاع عن النفس. وأنا قريت تقارير التحقيق وحصل ما حصل في المنصورة.

          بعد كده الحقيقة تطورت الحوادث في المنصورة، وصلت إلى النتيجة المؤسفة إن فيه أربعة قتلوا، طبعاً بعد كده في اليوم التالي شرحت كل هذه الأمور، وحاولنا بكل الوسائل، أظن كان فيه يوم الجمعة، إن إحنا نشرح الموضوع وتطوره لكل الناس، ولكن تطورت الأمور. وفعلاً لا أستطيع أن أفهم مثلاً لماذا قامت مظاهرة كلية الهندسة في جامعة الإسكندرية. بيقولوا إنه جم طالبين من المنصورة ووقفوا في وسطهم. قريت أنا النهاردة وقريت في بعض التقارير انهم وقفوا وهيجوهم وقالوا لهم أخبار غير صحيحة. لكن هل فعلاً إحنا وصلنا إلى درجة إن أي كلام يتقال يهيجنا. وفعلاً المظاهرة اللي طلعت كانت مظاهرة صغيرة، لم يكن كل الطلبة في هذه المظاهرة ولكن كان عدد قليل. لكن أنا ما أفهمش إيه السبب للتظاهر. وقالوا في البداية إنه تضامن مع الطلبة في المنصورة. بعدين قالوا بعد كده إنه احتجاج على تصرف البوليس في المنصورة. طبعاً حين منعت المظاهرات في الإسكندرية أصبح السبب هو الغضب من التصدي لمظاهرات الإسكندرية.

أيها الأخوة

          أعداءنا كانوا منذ شهور يعلقون آمالاً كبيرة على اضطرابات يقوم بها الطلبة. صحف الأعداء شاهد على ذلك، وتذكرون في دورة افتتاح المؤتمر وفي مناقشاته أنا استشهدت بما نشر عن ذلك الموضوع. بل إن أعداءنا كانوا يوجهون أكبر قدر من محاولة التأثير على الطلبة. كان الكلام كله إن حينما تفتح السنة الدراسية الطلبة حايعملوا والطلبة حايتظاهروا والطلبة حايضربوا. وكنا نحن نثق في الطلبة لأن الطلبة هم شبابنا وهم أبناءنا، وهم أصحاب المستقبل في هذا الوطن. وبدأت الدراسة. بدأ العام الدراسي في أكتوبر الماضي وكانت البداية مشجعة.

          ولكن أنا بدي أقول لكم إنني كنت أشعر دائماً أن هناك محاولات للتأثير والاستغلال وكانت هناك محاولات أيضاً للإثارة، وكانت هناك محاولات متعددة،ولكن كانت هذه المحاولات غير ناجحة محصورة في عدد من الطلبة.

          ومن الخطأ- أيها الأخوة- أن نقول أن الطلبة جميعاً وقعوا في المحظور، ذلك لم يحدث. وقعت قلة وهذه القلة أفسحت الطريق لعناصر أثبتت التحقيقات أن تصرفاتها ليست بعيدة عن الشكوك والريب والتهم.

          ولا أريد أن أسبق أقوال من سوف يتحدثون بعدي، ولكني كما قلت لكم منذ البداية لا أستطيع أن أفهم أو أقبل تصرفات حدثت.

<11>