(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الأول للاتحاد الاشتراكي العربي

في الشرق الأوسط بغير ذلك. وإذا لم يكن هناك سلام في الشرق الأوسط، فمن المشكوك فيه كثيراً أن يقتصر رد الفعل على حدود الشرق الأوسط. إننا لا نقول هذا الكلام لإسرائيل، ولكننا نقوله للعالم. بالنسبة لإسرائيل ليس لدينا ما نقوله. لقد انكشف دور إسرائيل، انكشف دورها تماماً كعميل للإمبريالية العالمية والاستعمار، ولكن الكلام اللي إحنا بنقوله النهاردة كلام بنقوله للعالم الذي يحرص على السلام ويتمسك به. ونضيف فوق هذا الكلام بأن السلام في هذه المنطقة من العالم لا يتحقق بمجرد إزالة آثار عدوان 5 يونيه، ولكن السلام الحقيقي يرتبط بالحقوق المشروعة لشعب فلسطين.

ثالثاً: الموضوع الثالث القوات المسلحة، لما ندرس أسباب الهزيمة، وأنا درست أسباب الهزيمة، وحضرت اجتماعات في القيادة لبحث كل ما حصل. عندما ندرس أساب الهزيمة سوف يتضح لعلمنا أن القصور لم يكن في القيادة والجنود، وده موضوع لازم الحقيقة نعرفه كويس.

          حدث خلل، من المؤلم أن نعود إلى تفاصيله. أربع أخماس قواتنا لم تشتبك مع العدو ولم تتح لها فرصة للاشتباك. وضعت في ظروف بالغة السوء، مفيش فايدة دلوقت إن إحنا نتكلم على اللي فات إلا بالقدر اللازم للحساب وللاستفادة من دروس المعركة، عساكرنا وضباطنا اللي دخلوا المعارك أثبتوا أنهم ناس يقدروا يصمدوا ويقدروا يموتوا، والجندي المصري جندي مقاتل وما يخافش من الموت، وأنا حاربت مع الجندي المصري الفلاح في سنة 48 وشفته إزاي يستقبل الموت، إذن نظلم جنودنا إذا نظرنا إليهم على أساس ما حصل، ونظلم ضباطنا. اللي حصل إن جزء كبير جداً من الجيش لم يدخل المعركة وكلنا نعرف في عملية الانسحاب استطاعت القوات المعادية في المضايق إنها توقع بنا أكبر خسائر.

          أخذنا دلوقت دروس المعركة واستفدنا. ده بيحصل دلوقت، اللي حصل في القوات المسلحة في السنة اللي فاتت عوضنا الكثير من خسائرنا، وزي ما قلت قبل كده وصلنا إلى المقدرة الدفاعية، بعد كده بنحول نفسنا إلى أن يكون جيشنا جيش هجومي قوي مجهز بأحدث الأسلحة، وأنا حضرت مناورة أخيراً قبل ما أسافر الاتحاد السوفيتي، وشفت فيها قواتنا وأستطيع أن أقول انهم في السنة اللي فاتت عملوا عمل يساوي عمل خمس سنوات، والواحد يقدر يقول إن فيه قوات مسلحة قادرة، ولكن لازم برضه نفهم إن الضباط والجنود كلهم بيقوموا بعمل شاق، شاق جداً في هذه الأيام، بيشتغلوا ليل ونهار، كل واحد من الضباط والصف ضباط بيشعروا إن البلد كلها بتبص له، بتديه واجب يحدد لنا مصيرنا ويحدد لنا مستقبلنا. كل واحد فيهم بيشعر إن الأمة بتحط عليه المسئولية، علشان كده همه بيقوموا بهذا الواجب، ولكن قواتنا المسلحة لابد أن تأخذ وقتها وتملك فرصتها لتحقق ما يتحتم عليها تحقيقه. وإحنا كشعب نؤيد قواتنا المسلحة تأييد كامل ونؤمن بقواتنا المسلحة إيمان كامل لأن الشعب إذا فقد إيمانه بقواته المسلحة يفقد إيمانه بنفسه وبمصيره. لابد للشعب أن يعطي قواته المسلحة، لأنه لا بديل لذلك. ومن الحق علي أن أقول إن الشعب أعطى والشعب بذل. اللي أعطى إيه؟ أعطى أبناءه، خيرة أبنائه الآن في القوات المسلحة، العساكر والضباط اللي في القوات المسلحة همه ولادنا، والشعب بيحس بيهم ويحيا معهم في كل وقت بيشعر انهم بيعيشوا ظروف عصيبة، نفسية ومادية

<12>