(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في كفر الدوار

          إحنا النهاردة في معركة بنصرف جزء كبير من ميزانيتنا على القوات المسلحة حتى نستطيع أن نبني قواتنا المسلحة بناءً جديداً وفي نفس الوقت عايزين إنتاجنا يتوفر من كل شئ. وفي نفس الوقت عايزين آمالنا لا تنتهي بعد المعركة بعد النصر بإذن الله، لازم يكون فيه إنتاج علشان آمالنا بالنسبة للمستقبل، ولازم يكون فيه فرص عمل للناس اللي عايزين فرص عمل في السنوات اللي جاية. ولهذا برغم المعركة إحنا في هذه السنة سوف نستثمر للإنتاج أكثر مما استثمرنا في السنة الماضية. وبرغم المعركة إحنا في هذه السنة نقوم بدفعة كبيرة في مجال البترول تتعدى ما قمنا به في السنة الماضية.

          ومعنى هذا إننا نعمل من أجل المعركة ولكنا في نفس الوقت لا ننسى آمالنا بالنسبة للمستقبل، ماننساش إن أولادنا عايزين فرص عمل في السنين الجاية. وإذا كانت القوات المسلحة على الخط الأول من الجبهة مع العدو، فالواقع أن العمال على الخط الأول من الجبهة الداخلية التي هي السند الكبير لجبهة ميدان القتال.

أيها الأخوة

          حسن قيام العمال بدورهم كقوة في تحالف قوى الشعب العاملة يتطلب حاجتين. تحسين أحوال العمال باستمرار، وتلك مسئولية المجتمع الاشتراكي وقيادته، كما أنها مسئولية الحركة النقابية. ولما نبص للستاشر سنة اللي فاتت نجد حاجات كتير حصلت في هذا الميدان.

          الناحية الثانية توفير المشاركة السياسية للعمال ضمن تحالف قوى الشعب العاملة.

          بالنسبة لتحسين أحوال العمال، هناك أشياء كثيرة عملت في السنوات اللي فاتت. المشاركة في الأرباح، والمشاركة في الإدارة. متنسوش إن عدد من أعضاء مجلس الإدارة انتم منتخبنهم، التأمينات الاجتماعية. يعني تقريباً إحنا نسير إلى طريق الإدارة الذاتية. أما بيكون نص مجلس الإدارة بينتخبهم العمال والمشاركة في الأرباح، التأمينات الاجتماعية بمختلف أنواعها، التعليم المجاني في كل مراحل التعليم وأكثر المستفيدين منه أبناء العمال، تحسين مستوى الأجور، برضه بنقارن باللي فات. أما النهاردة نتكلم ونبص للمستقبل، لازم أيضاً بنبص اللي فات كان إيه ووصلنا لايه. وهناك أشياء كثيرة نتمنى أن نعملها، ولكن كل شيء طبعاً رهن لظروفه مبنقدرش نقلب الكون في يوم وليلة، منقدرش نحسن أحوال كل واحد فجأة. لازم نزود الإنتاج، لازم نزود الاستثمار، لازم نخلق فرص عمل جديدة علشان أولادنا واخواتنا، بكل أسف لازم أيضاً نتصدى لقوى الاستعمار والصهيونية، وده بيكلفنا أموال كبيرة. وأيضاً ظروف المعركة- أيها الأخوة- لها قيود، والإنتاج وظروف الإنتاج وانطلاقنا في الإنتاج، دي الحاجة الأساسية الوحيدة اللي ممكن إنها تدينا حدود الحركة في المجال اللي كلنا بنأمل إليه وإضافة مكاسب جديدة على ما تحقق من المكاسب فعلاً.

<7>