إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في كفر الدوار

         إذاً في الحقيقة - أيها الأخوة - العمل والتمسك بالعمل كمعيار للقيم الإنسانية يعطينا 3 أشياء.

أولاً: العمل هو مصدر كل قيمة، بمعنى أنه بلا عمل لا يكون هناك إنتاج ولا تكون هناك فيه زيادة. بلا عمل لا يمكن للمصنع أن ينتج ولا يمكن للآلة أن تدور. بلا عمل لا يمكن حتى لرأس المال إنه يجيب عائد رأس المال.

النقطة الثانية: العمل عبارة عن وحدة تجمع بين قوى الشعب العاملة، تعبير قوى الشعب العاملة الذي جاء في الميثاق أساساً يمثل قوى الشعب العاملة حينما تكلم عن الفلاحين وتكلم عن العمال وتكلم عن المثقفين وعن الرأسمالية الوطنية، ماقلش الرأسمالية بس قال الرأسمالية الوطنية على أساس أن الرأسمالية الوطنية هي الغير مستغلة.

         إذاً العمل وحدة تجمع بين قوى الشعب.

بعدين النقطة الثالثة: العمل فيه إنسانية مادية، وفي نفس الوقت معنوية. وإذا كان المجتمع كله مجتمع قوى الشعب العاملة، فإن هذا لا يمنع- أيها الأخوة- عن دور خاص للعمال بالذات باعتبارهم أكبر قوى ملاءمة واتصالاً بالعمل في صورته المباشرة.

         من هنا وإلى جانب الفلاحين، القوة الكبرى في تحالف قوى الشعب العاملة، يجيئ دور العمال باعتبارهم القوة الثانية في قيادة تحالف قوى الشعب العاملة في المجتمع الاشتراكي. أولاً العمال يتحملون القسط الأكبر بالمهمة الأساسية التي نواجه نضالنا ومتطلباته العاجلة والبعيدة المدى، ليه؟ حينما نتكلم عن المعركة، المعركة ليست فقط المعركة على خط النار، مش بس المعركة على خط النار. وأنا أما اتكلمت قبل كده قلت إن المعركة كانت عسكرية واقتصادية وسياسية ونفسية. فالمعركة العسكرية هي المعركة مع القوات المسلحة. أما المعركة الاقتصادية فهي المعركة معانا هنا علشان يقل إنتاجنا ويضعف اقتصادنا وننهار اقتصادياً ونسلم اقتصادياً.

         إذاً المعركة متصلة بالإنتاج زي ما هي متصلة أيضاً بخط النار. المعركة أيضاً متصلة بوحدتنا الداخلية ووحدة جبهتنا الداخلية وتماسك قوى الشعب العاملة ضد جميع الأساليب التي تتبع ضدنا من الاستعمار والصهيونية العالمية وإسرائيل. وعلى هذا الأساس فوحدة قوى الشعب العاملة أمام الحرب النفسية رغم الهزيمة العسكرية، ووحدة قوى الشعب العاملة التي تنادي بالتصميم على التصدي وعلى الصمود، وحدة قوى الشعب العاملة لها تأثير كبير ولها اتصال كبير بالمعركة.

         إذاً الإنتاج له اتصال بالمعركة، والعمال يتحملون القسط الأكبر في المهمة الأساسية التي تواجه نضالنا ومتطلباته العاجلة، الآن بالنسبة للمعركة، والبعيدة المدى، وهي قضية الآمال بعد المعركة واتصالها بالإنتاج.

<6>