إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في كفر الدوار

الرأسمالية، ولهذا فعلينا إن إحنا نعمل حوافز للفنيين، حوافز للإدارة. كل ما تزيد الإنتاج زي العامل ما يكون عنده أمل وكل واحد بيكون عنده أمل، وتشجيع الحافز الفردي ليس عداء للاشتراكية بل هو من أول أسس الاشتراكية، كل واحد يشعر إنه يكافأ على عمله وكل واحد يشعر إن المجتمع يحفظ له قيمته. القيمة التي يجب أن نكرمها ولا يمكن أن نتحمل استنزاف مواردنا ومصادر طاقاتنا البشرية.

         وأنا عارف إن النهاردة فيه عندنا فنيين كثير في البلد بيعرضوا عليهم يطلعوا يشتغلوا في الخارج بأضعاف مرتباتهم وهم مش راضيين يسيبوا بلدهم ويطلعوا يشتغلوا في الخارج بأضعاف مرتباتهم. ورغم هذا إحنا أيضاً فاتحين الباب اللي شايف إنه عايز بيطلع بنقول بيطلع، برضه حايبقى مصدر للعملة الصعبة، لأنه لازم حايبعث لأهله وحايبعث لناسه هنا في البلد جزء من الفلوس اللي حايأخذها بره، وإحنا ما منعناش العمل في الخارج ولا الهجرة بأي شكل من الأشكال، ولكن عندي نقطة عايز أقولها، يجب إن كل واحد في هذه البلد، سواء كان مدير أو كان عامل يشعر إن عنده فرصة متاحة ويشعر إن عنده أمل بالمستقبل علشان يعيش الحياة الكريمة والحياة اللي يتطلع إليها بالنسبة لأولاده وبالنسبة لنفسه، نطلب منه التزام واحد إنه لا ينسى التزامه نحو مجتمعه.

أيها الأخوة

         في الحقيقة نحن الآن نعيد التفكير ونحاول ما يمكن أن نسميه إصلاح مالي واقتصادي. في جلسة مجلس الوزراء الأخير كنا بنناقش هذا الموضوع، ولابد أن نأخذ بالإدارة العلمية. الحقيقة عندنا مشاكل تولدت عن قيام القطاع العام وبعد القوانين الاشتراكية سنة 61 وبعد إنشاء العدد الكبير من المصانع وإصلاح الجزء الأكبر من الأراضي وبناء السد العالي، عمل محطات الكهربا، والنهاردة عندنا مشاكل إذا تركناها لابد إن إحنا ندخل في مشاكل أعقد قد تسبب لنا البطالة. الحقيقة أنا أكبر مصيبة أتصورها إن يبقى فيه بطالة، ليه؟ لأن ماهو فيه بطالة يعني فيه جوع، يعني فيه بؤس، يعني يبقى فيه فقر. عايزين يبقى فيه باستمرار عندنا قدرة إن إحنا يبقى عندنا فرص العمالة للناس كلها.

         وعلى هذا الأساس لابد إن إحنا نهتم جداً بالإنتاج وزيادة الإنتاج ويكون على أساس اقتصادي وعلى أساس علمي. ولهذا إحنا بدأنا في مجلس الوزراء في الأسبوع الماضي بحث الإصلاح الاقتصادي والإصلاح المالي، حتى لا يكون هناك تضخم في ناحية من النواحي تمنعنا من السير في أي ناحية أخرى وفي نفس الوقت عايزين نعرف الصورة الحقيقية هي إيه. عايزين نعرف الصورة والموقف اللي إحنا فيه، خصوصاً وإن إحنا برضه النهاردة علينا التزامات كبيرة بالنسبة للمعركة.

         إذاً لابد أن نأخذ بالإدارة العلمية وليس هناك إدارة اشتراكية وإدارة رأسمالية، وإنما هناك إدارة علمية. الإدارة العلمية هي الإدارة الناجحة، الإدارة التي تنتج، الإدارة التي تحقق فائض يمكن عن طريقه أن نمول للشعب عمل مصانع جديدة، أو عمل خدمات جديدة.

<12>