(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في أحد المعسكرات

وجهاً لوجه في كل مرة كانوا عساكرنا الفلاحين الطيبين ولكن الناس اللي ما ينسوش التار ولا ينسوش الشرف بيطلعوا وراهم ورا السلك علشان يقاتلوا.

         عساكرنا في المعركة الأخيرة اللي إحنا ماقدرناش نتكلم عليهم وضباطنا ورجالنا والناس اللي ماتوا والآلاف اللي ماتوا، دول ماتوا بشرف ولم يهابوا الموت في المعركة. ماقدرناش نحكي حكايات بطولتهم لأن إحنا خسرنا المعركة اللي بيتحايلوا النهاردة قوات المقاومة العربية في كل مكان، واللي بتدخل إسرائيل اللي عنده 17 سنة و18 سنة واللي بيقاتلوا في داخل إسرائيل، يثبتوا أيضاً إن إحنا ند وبيثبتوا إن الإنسان العربي قادر على دفع التحدي. الشاب اللبناني اللي خد سلاحه وطلع من لبنان وترك رسالة لأهله قال لهم إن أنا ماشي مش حاغيب حأرجع لكم. وطلع ودخل مع قوات العاصفة إلى إسرائيل علشان يقاتل في سبيل أرضه، ومات ورجعوه امبارح إلى لبنان يثبت إن الأمة العربية كلها بكل أبنائها قادرة على تحدي هذا العدوان. المواجهة اللي حصلت في الأردن بين قوات المقاومة وبين قوات إسرائيل في الكرامة وبين الجيش الأردني وجيش إسرائيل في الكرامة، يثبت إن الإنسان العربي قادر على تحدي العدوان وقادر على التصدي في العدوان.

         اللي بدي أقوله إن الحرب النفسية وكل المحاولات بكل الوسائل وبكل الطرق مطلوب منها إنها تؤثر فينا علشان نفقد الثقة في الإنسان العربي، ورغم الهزيمة فإن الأمة العربية لم تفقد الثقة في الإنسان العربي، بسبب لأن في يونيه الإنسان العربي استشهد ومات على كل الجبهات وقابل العدوان رغم الهزيمة، رغم هذا كل يوم فيه ناس ضمن قوات المقاومة بتستشهد ولكي نثبت للأمة العربية وللعالم أجمع إن الإنسان العربي لن يرضى العدوان ولن يستسلم للقوة الغاشمة، لن يستسلم لإسرائيل ولا لمن هم وراء إسرائيل، وهذا يعطي الثقة الكاملة لكل مواطن عربي في الإنسان العربي. أنا شوفت ناس من اللي حاربوا قوات المقاومة في معركة الكرامة اتكلموا على السلاح، اتكلموا على مجابهتم للعدو الإسرائيلي، وكلامهم انهم كانوا بيقابلوا الدبابات بالـ R.B.J. الموجود عندكم، بالـ R.B.J. 2، فكانوا بيقابلوا الدبابة على مسافة 100 متر وكانوا بيعطلوا الدبابات، معنى هذا إيه؟ إنه ليس هناك شئ غير عادي عند العدو الإسرائيلي.

         أنا بدي أقول لكم حاجة، أنا قعدت مع مونتجمري لما جه هنا في زيارته الأخيرة وقال لي مشكلته الكبيرة لما جه علشان يقود الجيش الثامن وجد إن البطل بتاع الجيش الثامن هو روميل، وعمل بكل قوة على أن يثق الجيش الثامن بنفسه ويثق الرجال بأنفسهم وبقيادتهم، ونجح في هذا، طبعاً بعد العدوان، بعد الهزيمة حاولت كل المجلات والجرايد بكل وسائل الحرب النفسية إنها تبين لنا بطولة الجيش الإسرائيلي وبطولة قادة الجيش الإسرائيلي. وامبارح في تصريحات إن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الذي لا يقهر، أنا قعدت مع ناس من بتوع المقاومة وبيقولوا ليس هناك شئ غير عادي في العدو الإسرائيلي، وأنا قعدت مع ضباط من اللي كانوا موجودين في المواقع الأمامية في ميدان القتال وأنا تتبعت تفاصيل المعارك كلها وطلبت تقرير وقرأته ولسة حأشوف كمان مرة أخرى إزاي دارت المعارك في سيناء في الفترة في الأربع تيام اللي حصلت فيها

<6>