(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

          موقفنا في الأمم المتحدة. موقفنا في الأمم المتحدة كان مبني على أساس أن لابد من الحركة حتى لا نعطي إسرائيل الفرصة لإقناع العالم، إنها دولة مسلمة وهي الدولة المعتدية. إسرائيل بتدي صورة للعالم إنها دولة اللي من 2 مليون ونص ومحاطة بـ100 مليون عربي وعايزين يموتوها ويموتوا الإسرائيليين.

          إسرائيل بتقول إن العرب بيجهزوا نفسهم للاعتداء، وأقنعت العالم كله قبل 5 يونيه إنها الدولة الغلبانة الدولة الصغيرة اللي معرضة لخطر العدوان.

          لو سبنا الأمم المتحدة لإسرائيل تتكلم عن السلام تستطيع إنها تأخذ هذا الدور وتسير به وتقول نتكلم عن السلام كلام مخادع كلام تضليل باطل يراد به إقناع العالم بأن إسرائيل دولة مسالمة، ولكن العرب دول لا يريدوا السلام ولكن عايزين الحرب من أجل الحرب.

          طبعاً كان لابد لنا إن إحنا نعمل في الأمم المتحدة حتى نقطع على إسرائيل هذا السبيل، وأعتقد إن إحنا نجحنا في هذا. ويظهر هذا في الصحافة العالمية في الغرب، بدأت تفهم حقيقة إسرائيل وخصوصاً بعد تصريحات قادة إسرائيل وتصريحات أشكول عن إسرائيل الكبرى.

          حتى بالنسبة لبريطانيا اللي كنا قاطعين علاقاتنا معاها خطونا معها وأنا في يوم من الأيام جالي جواب من جورج براون وقال في هذا الجواب إلى متى حانفضل قاطعين العلاقات، يجب إن إحنا نتباحث لعودة العلاقات. خطب جورج براون في الأمم المتحدة كانت خطب مشجعة لأنه وقف في هذه الخطب إلى جانب الحق.

          أيضاً بعد اتضاح معركة الجنوب وبعد رحيلهم عن الجنوب العربي وقيام دولة وطنية في الجنوب وبعد وموقف بريطانيا بالنسبة لموضوع القدس ورفضها إن إسرائيل تضم القدس كان لابد لنا أن نستجيب وسرنا في هذا الطريق حتى عادت العلاقات السياسية والدبلوماسية. لم نغلق الباب علينا ونقطع ما بيننا وبين الدنيا. الاتصالات مع الدول الأفريقية والدول العربية اللي قطعت علاقاتها مع بريطانيا اتصلنا بها قبل ما نعيد العلاقات مع بريطانيا. تحركنا ولابد لنا أن نتحرك، لأن المعركة هي معركة شاملة وهي باتساع العالم كله. لا نستطيع أن نترك الأمور تضيق حولنا وتحاصرنا ويجب أن نعكس التيار ونأخذه في صالحنا ونتحرك إلى عزل عدونا ولا ننعزل نحن. حتى الولايات المتحدة الأمريكية برغم كل ما نحس به من مرارة تجاه موقفها. موقفها إيه باستمرار تأييد إسرائيل في الأمم المتحدة. إمداد إسرائيل بالسلاح. إمداد إسرائيل بالمساعدات المالية. تحالفها مع إسرائيل كما يقول قادة إسرائيل في تصريحاتهم. تصريحات قادة إسرائيل بتقول إن الحليف القوي لنا هو الولايات المتحدة الأمريكية.

<19>