(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

          عندنا النهاردة برضه احتياطات نقدية، قيمة الجنيه المصري لم تتأثر بتخفيض الإسترليني، بل قيمة الجنيه المصري في الخارج بترتفع بنبص وبنلاقي إن الذين لم يواجهوا مثل ما واجهناه يتحملون أكثر مما تحملنا.. إنجلترا مثلاً والأزمة الاقتصادية اللي موجودة فيها وقرأتوها في الجرايد، مفيش داعي أتكلم عليها.. وأمريكا مثلاً والأزمة أيضاً الموجودة وكتبتوا فيها.. وكتبت فيها الجرايد.. إحنا النهاردة نقوم بتوجيه الاقتصاد ليكون اقتصاد حربي وليتحمل معركة طويلة.. ده الأساس اللي إحنا مشيين عليه النهاردة بالنسبة للناحية الاقتصادية.. إن إحنا إذا أردنا أن نصمد لابد أن يكون اقتصادنا اقتصاد حرب يتحمل معركة طويلة، لأن عدونا سيستخدم ضدنا كل الأسلحة، بما في ذلك أسلحة الضغط الاقتصادي.

النقطة السابعة: لاستعرضنا بالنسبة لتحركنا الدولي، كان هناك من يتصورون أننا سوف نعزل دولياً. محصلش كنا نحن نتحرك أكثر كل يوم لتوسيع دائرة الأصدقاء وتضييق دائرة الأعداء، وحصرها في بؤرة محددة. وأنا أعتقد إن هذا التحرك العالمي ضروري لا نستطيع أن نواجه أزمتنا بالشلل عن التحرك أو التحرك دوني، لاشيء يمنعنا عن أن نتحرك بأقصى ما يمكن. صداقتنا القديمة ظهرت قيمتها، دور الاتحاد السوفيتي كمؤيد لنا في هذه الأزمة اللي إحنا فيها من أول الحرب وبعد الحرب، مساعدتهم لنا في تعويض معداتنا اللي خسرناها ومساعدتهم لنا بالنسبة للنواحي الاقتصادية ومساعدتهم لنا بالنسبة للنواحي السياسية.

          لما علي صبري راح إلى موسكو عقد اجتماع طويل مع بريجنيف وعبر لنا برجينيف عن تأييد الاتحاد السوفيتي للعرب وللجمهورية العربية المتحدة، وأنهم سيساعدونا سياسياً واقتصادياً، وسيساعدون على تدعيم قواتنا المسلحة.

          دور الهند في الأزمة، وقفت بجانبنا بكل الطرق وبكل الوسائل، وفي الأمم المتحدة رغم الضغط الأمريكي اللي تعرضت ليه الهند. دور يوغوسلافيا أيضاً في الأزمة، وقفت يوغوسلافيا تؤيدنا والرئيس تيتو مر علينا هنا وراح سوريا والعراق، كما أيضاً حضرت لزيارتنا رئيسة وزراء الهند السيدة أنديرا غاندي.

          دور الدول الأسيوية والأفريقية عموماً، القرار الأسيوي الأفريقي اللي جهز في الأمم المتحدة ومالي ونيجيريا وليدتهم أثيوبيا.. الدول الإسلامية وباكستان موقفها من القدس ومن قرارات الأمم المتحدة بالنسبة للقدس حصلت هذه القرارات على أغلبية في الأمم المتحدة.

          دور فرنسا وديجول بالنسبة للعدوان ووقوفه ضد المعتدي.. حظر الأسلحة عن المعتدي وديجول يعلم أن الأمة العربية كلها والعالم العربي، بل العالم كله بيذكر دوره اللي قام بيه حينما تعرضت فرنسا للعدوان في الحرب العالمية الثانية، يعلم أنه راجل مبادئ. وفي الحقيقة في هذه الأزمة وفي هذه الظروف ورغم الضغط الذي ووجه بيه ولكنه وقف بجانبناً.

<18>