إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

مش من السهل خالص إن أنا أخذ قيادة جديدة وأعينها في وقت سريع - إن أنا أولاً إذا كنت حا أعين وزير لازم أكون أستطيع أن أتعامل مع هذا الوزير - أستطيع أن أثق فيه 100%. والقيادات الجديدة بتأخذ وقت علشان توصل إلى مكان القيادة- وبتأخذ مننا وقت أيضاً علشان نعرف هؤلاء الناس وندرسهم ونلتقي بهم.

النقطة الرابعة: في كلامي في هذا الاستعراض هو موضوع محاولة الاستيلاء على قيادة الجيش، أرجو أن يعرف المجلس الموقر أن هذا الموضوع بالنسبة لي مشحون بمشاعر لا أستطيع مغالبتها- وقبل أي شئ وبعد أي شئ فالإنسان أولاً وأخيراً إنسان- في هذه العملية فقدت أقرب الناس لي وأقربهم على الإطلاق- ولكن كان هناك وضع يخلق تمزقاً في الجيش- وكان عليه إن أنا أتخذ قرار حاسم في هذه الأمور- وأنا مارضتش أتخذ قرار أبداً ومارضتش حتى أتكلم مع حد منكم رغم إنكم سمعتم كلام- ورغم أن عدد كبير منكم سمع كلام وأنا رفضت كلية إن أنا أتكلم- ولكن حينما وصل الوضع إلى الجيش وإلى القوات المسلحة وبان إن إحنا داخلين في حرب أهلية وهناك خطر انقسام، كان لابد لي أن أخذ قرار، كان هناك بعض المغامرين الذين لا يهمهم غير مصالحهم وامتيازاتهم فقد حاولوا الدفاع عنها بأي وسيلة وغرروا في سبيل ذلك بغيرهم.

         وأنا أعتبر أن القضاء على محاولة إحداث انقسام في الجيش وفي القوات المسلحة وفي الوطن في مثل هذه الظروف- عملية هامة خلعت من وسط العمل الوطني لغماً كان يهدده بانفجار خطير لا تحسب عواقبه، كان علىّ أن أتخذ هذا القرار رغم العوامل المتضاربة، واتخذت هذا القرار في يوم 25 أغسطس حينما علمت وعرفت إزاي- أنا جم ليه ضباط من الجيش وبلغوني وهوه المخابرات العامة كانت ستصفى لأن هيه المخابرات العامة كانت منحرفة، وجم وبلغوا ناس وجم وبلغوا من الجيش ومن الطيران على العملية اللي بتدبر. كان لابد إن أنا أتخذ قرار وكان لابد أن أسير في هذا القرار مهما كانت الناحية العاطفية، وكان لابد من إنقاذ الوطن. والحمد لله رغم العواقب قد استطعنا أن ننقذ هذا الوطن من المأساة.

النقطة الخامسة: في الاستعراض هي الخاصة بالعمل العربي وما استطعنا إحرازه فيه المعركة تقتضي كل القوة العربية بتمامها وشمولها وتمت اتصالات، كلكم تعرفوا القصة في البداية مع القوى التي شاركت مشاركة عملية في المعركة، ولكنا أملنا أن لابد من العمل لكي يدخل الكل في المعركة ويساهموا فيها بقدر وسائلهم.

         وذلك تحقق في نطاق واسع في الخرطوم.. وفي الخرطوم اتفقنا على مبادئ لا صلح مع إسرائيل، لا مفاوضة مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا تصرف في القضية الفلسطينية ثم في الخرطوم استطعنا بالاتفاق مع الملك فيصل ملك المملكة السعودية أن نتفق على موضوع اليمن، وكان هدفنا في هذا إن إحنا نحقق المبادئ ولم تكن تعنينا الأشخاص.

         إحنا ذهبنا إلى اليمن لكي ننصر المبادئ لا لنصر الأشخاص، وساعدنا الجنوب العربي لكي نقضي على الاستعمار في الجنوب العربي. الآن هناك نظام حكم وطني في صنعاء بدون قوات مصرية في صنعاء، فيه

<16>