إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) حديث صحفي خاص للمشير أحمد إسماعيل حول حرب أكتوبر
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 1، مج 10، ص 364 - 369"

خطة ذكية، وهي أنه يمكن تحييد القوات الجوية بإنشاء شبكة دفاع جوي متكاملة بالتعاون الكامل مع المقاتلات. ولم يأت ذلك جزافاً، بل جاء نتيجة دراسة عميقة وتجربة كبيرة في حرب الاستنزاف.

          ولقد فوجئ العدو فعلا بهذه النظرية الجديدة في الحرب ضد الطائرات، ولم يتصور أن مصر يمكنها أن تقوم بمثل هذا العمل.

          أما عن استخدام قواته الجوية كقوة ردع في عمق الدولة، فأعتقد أنكم توافقونني على أن تقديره كان خاطئاً، بدليل أنه لم يحاول ضرب العمق، لأنه كما قال السيد الرئيس "العمق بالعمق"، وكنا جاهزين للتنفيذ إذا أمرنا بذلك.

          أما عن كفاءة قواته المدرعة، وقوله المأثور في إسرائيل كشعار (الفخر كل الفخر للمدرعات)، فإن ما حدث لمدرعات إسرائيل في هذه الحرب قد فاجأها، بل وفاجأ العالم كله، ولو أنني لا أنقص من قدر المدرعات مطلقاً، إلا أنه ثبت أن فرد المشاة الشجاع المسلح بالأسلحة المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للدبابات، يمكن أن يقلب سيادة المدرعات رأساً على عقب في مواقف معينة. فلقد فشل العدو، ولم يمكنه فرد المشاة الشجاع من استخدام قواته المدرعة في الآتي، على سبيل المثال:

  • لم يقم بالفتح التعبوي أو التكتيكي في الوقت المناسب، وبالتبعية لم يحتل الساتر الترابي الذي كان مجهزاً به موقع لكل دبابة، بين الواحدة والأخرى 150 متراً، على مدى 175 كم بطول قناة السويس.
  • هاجمت قواتنا المسلحة على مواجهة تقدر بـ 175 كم، وأجبرناه على تشتيت جهود مدرعاته في كل اتجاه وبأعداد قليلة، مما سهل تدميرها جزءاً جزءاً.
  • لم يستوعب درس قتال اليوم الأول أو الثاني بسرعة كافية من ذهول المفاجأة، مما جعله مستمراً في قيامه بهجمات مضادة بالشكل النمطي، مما أدخله في نطاق ما أطلق على أسلوبنا المبتكر هذا بمفرمة اللحم، وهو تدمير جميع دباباته في هجماته المضادة المتكررة.
  • أما فيما يختص باعتماده على حرب قصيرة، فلأول مرة تعتبر حربنا - نسبياً - ليست بحرب قصيرة، وتكبد فيها خسائر فادحة على الجبهتين المصرية والسورية.

         وأصل إلى قمة فشله في هذه المعركة، والتي أجلت الحديث فيها إلى آخر الحديث، وهو ما أظنكم توافقونني، والعالم كله يوافقني، أن نظرية الأمن الإسرائيلية ثبت فشلها. فلا احتفاظه بشرم الشيخ منعنا من إقفال الملاحة الإسرائيلية في باب المندب، ولا احتلاله للمانع المائي بحصون خط بار - ليف منعنا من اقتحامه والاستيلاء عليه. لقد نجحت إسرائيل في شيء واحد، هو اعتمادها على دولة عظمى. نعم.

<9>