إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
1 - مفاوضات سنة 1921 - 1922 (عدلي- كيرزن) - تابع (5) محضر الجلسة الرابعة في 19 يوليه 1921

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954 المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 117 - 128"

         رشدي باشا- بسبب تبعية مصر لتركيا كان يسمى ( Agent et Consul General )  وقد كان لبعض ممثلي الدول الأجنبية صفات ومراكز شخصية فكان يوجد بينهم في بعض الأحيان ( Ministre Plenipotentiaire )

         اللورد كيرزن- ولكن ما حاجاتكم بالتمثيل السياسي؟

         عدلي باشا- المسائل الاقتصادية نفسها لا يمكن أن يتم فيها شيء بواسطة القناصل. لأن القنصل لا عمل له إلا جمع المعلومات فهو لا يتصل بالحكومات الأجنبية. ولا يستطيع أن يدلي أمامها بوجهة نظر حكومته وأن يدافع عنها. وإن اعتمادنا الآن في هذه المسائل الاقتصادية على المخابرات التي تجرى في القاهرة يجعل الواسطة في نقل وجهة نظرنا في الممثل الأجنبي وقد لا يفعل ذلك على الصورة التي نريدها. ثم إن العمل الحقيقي لممثل الدولة الأجنبية هو أن يبلغ آراء حكومته لا أن يتلقى آراء الحكومة التي اعتمد لديها، وأن يدافع عنها أمام حكومته. فتجدون من هذا أنه حتى المصالح الاقتصادية يجب أن يتناقش فيها ممثلون سياسيون.

         اللورد كيرزن- أين تريدون أن يعينوا وكم عدد من تعينونهم ؟

         عدلي باشا- لم نحدّد شيئا في هذا الصدد. وإنما المفهوم أننا نعين حيث تكون لنا مصالح فكلا منا في التحديد الآن تحكم.

         رشدي باشا- نحن لا نريد أن نتسلى بإرسال الممثلين في البلاد المختلفة.

         اللورد كيرزن- لا أريد أن أقيدكم بشيء. ولكن أرجو أن تذكروا لي على سبيل المثال أي البلاد ترغبون أن تمثلوا فيها ؟

         عدلي باشا- (ذكر على سبيل المثل باريس وروما وأتينا، وبعض البلاد المنحلة عن النمسا وغيرها من البلاد التي لمصر فيها مصالح)
          صدقي باشا- إن العلاقات الاقتصادية على وجه خاص هي التي سوف تحدّد البلاد التي نريد أن نمثل فيها سياسيا. فبيننا وبين أمريكا، وبيننا وبين اليابان منذ الحرب مثلا مسائل اقتصادية غير قليلة الأهمية. وقد حدث أخيرا أن الولايات المتحدة فرضت ضريبة على القطن المصري ولو كان لنا ممثل فيها لاستطاع أن يدافع عن حقوق مصر. بل لاستطاع أن يقنع أمريكا بأن لا مصلحة لها في فرض هذه الضريبة. أما وليس في تلك البلاد من يمثلنا فإن القرارات تتخذ على غير مصالحنا وليس من يدافع عنا.

         اللورد كيرزن- كيف تتعاملون الآن؟

         عدلي باشا- في مثل هذه المسألة مثلا مع الممثل الأمريكي في القاهرة. ورأيه هو المؤثر. إذ ليس لدينا ممثلون عندهم فهو واسطة النقل الوحيدة.
<8>