إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقابلة صحفية بين الفريق أول أحمد إسماعيل ومحمد حسنين هيكل

         لقد كان شهر رمضان هو الذي أوحى لنا باختيار الاسم الرمزي لعملية الهجوم، كان الاسم الرمزي هو "بدر" تيمناً بغزوة بدر.

         كان الرئيس من وجهة نظره السياسية يسميها عملية "الشرارة"، وأما الاسم الرمزي في كل خططنا العسكرية فقد كان "بدر".

ذلك ما أستطيع قوله الآن عن تحديد يوم (ي).

وأما عن تحديد ساعة (س)، فقد ظل الموعد إلى أيام قبل بدء القتال موضوع مناقشة بيننا وبين إخواننا في سوريا.

         كان السوريون لعدة أسباب من بينها اتجاه الشمس معهم وضد العدو يفضلون العمل مع أول ضوء في الفجر. وكنا نحن - لعدة أسباب من بينها إلى جانب اتجاه الشمس وضرورات العبور ونصب الكباري وفتح الطريق لدخول المعدات الثقيلة كالدبابات في ظلام الليل، نفضل العمل في آخر ضوء في المساء.

         وكنت بوصفي قائداً عاماً للجبهتين قد بعثت إلى السورين يوم 30 سبتمبر بإشارة التحذير بأن العملية محتملة في أي وقت - رهناً بإشارة تقول: "بدر".

         وسافرت بنفسي يوم 2 أكتوبر إلى سورية وتناقشنا حول الساعة وبعد دراسة تفصيلية صدق عليها الرئيس حافظ الأسد تحددت الساعة الثانية بعد الظهر موعداً "لساعة س".

         وعدت من سورية فقصدت إلى مركز قيادة العمليات وبقيت هناك لم أخرج لعدة أيام.. كان أول يوم رأيت فيه الشارع بعدها هو اليوم الذي ذهبت فيه مع الرئيس إلى مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر.

هيكل:

          لم نصل بعد إلى 6 أكتوبر هل نعود إلى 5 أكتوبر.. وتأذن لي أن أسألك ماذا كان شعورك؟

الفريق أول أحمد إسماعيل:

         كان شعوري مزيجا من أحاسيس كثيرة ولكني أستطيع أن أقول أنني كنت متفائلاً.. كنت قد ناقشت الخطة مع القادة.. قمت بتدقيقها - كما يقولون في التعبير العسكري.. مع الذين سوف يقومون بتنفيذ مهامها.. ذهبت بنفسي الجيشين الثاني والثالث المكلفين بالهجوم وأحسست أن القادة على كل المستويات مقتنعون بما كلفوا به من مهام.

<15>