إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
1 - مفاوضات سنة 1921 - 1922 (عدلي- كيرزن)- تابع (4) محضر الجلسة الثالثة في 14 يوليه 1921

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 110 - 117"

        صدقي باشا- أترانا دسسنا في أثناء زمن الحماية؟ إننا في ذلك والوقت. أي في وقت قيام الحرب حيث كانت سوق الدسائس رائجة. التزمنا خطة الأمانة نحوكم .

        رشدي باشا- نعم إن مصر لم تدس لكم الدسائس أملا في الوصول إلى اتفاق مرض.

        صدقي باشا- ثم إننا اتجهنا إليكم بعد الهدنة.

        رشدي باشا- أتظنون أننا نفضل ألمانيا عليكم ؟ إني أعتقد أننا إذا اتصلنا بألمانيا لم يكن لها هم إلا استغلالنا، ولقد كنت مستعدا لحمل السلاح ضد تركيا وألمانيا. لأني أرى مصلحتنا في بقاء صداقتنا قائمة مع إنجلترا.

        اللورد كيرزن- هذا حسن، ولا شك عندي في صدق تصريحاتكم، ولكني عشت كثيرا ورأيت تغييرات غريبة. على أني سأبلغ الحكومة آراءكم، ويسرني أننا من الجانبين كنا معتدلين في إبداء آرائنا. (منتقلا إلى موضوع مندوب إنجلترا في مصر) : نقترح أن يثبت في المعاهدة أن المندوب يكون متصلا بوزارة خارجيتكم. إذ لا يجوز أن يكون ذلك المندوب جاهلا بما يجري فيها وفى وسعنا أن نجد عبارة لا تمسكم .

        ورأينا أنه إذا ظل ممثلنا يلقب مندوبا ساميا فإن هذا يكون لفائدتكم وفي مصلحتكم، وسيكون لممثلكم عندنا نفس اللقب. نعم نحن لا نريد أن يكون الممثل المصري وزيرا معتمدا، ولكن يخيل لي أن اقتراحي يرضيكم .

        رشدي باشا- هذا جميل. ولكني لا أظنه بالغا شيئا من رضى المصريين، إذ إن الرأي السائد في الأمة هو أن المندوب السامي رمز الحماية، ويجب أن يلحظ في الاتفاق إمكان قبول الأمة به، وهي لا تقبل الحماية ولا ترضى ببقاء آثارها. وهل في الأمر ما يساوي أن تثيروا الخلاف والمعارضة من أجل لقب ؟

        اللورد كيرزن- أعتقد أنك مخطئ فيما تقول، إذ لا يزال مسلما به أن يكون لإنجلترا مركز خاص، ولا أعتقد أنه يمكنني النجاح إذا عرضت تغيير اللقب. بل أخشى أنهم يضربون بالمعاهدة عرض الحائط . ويدهشني أنكم لا تشاطرونني الرأي.

        عدلي باشا- لم أتبين كيف يكون مركز ممثل مصر في إنجلترا

        اللورد كيرزن- هذا أمر يمكن تسويته وحله، فلا نضع ممثل مصر في درجة ممثل أورجواي (Uruhuay) مثلا.

        عدلي باشا- لم تنشأ وظيفة المندوب السامي إلا مع الحماية. فهي مرتبطة بها وهي الشارة الدالة على بقائها. وهذا هو الشعور العام.
<5>