إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان مجلس الوزراء المصري الجديد برئاسة الرئيس أنور السادات، أمام مجلس الشعب حول سياسته

          إن انتقال قضية الشرق الأوسط إلى هذه المرحلة الجديدة يقتضي تعبئة واسعة النطاق للتأييد الدولي والعربي.

          إن الجولة الدبلوماسية التي قامت بها مصر خلال شهري فبراير ومارس قد أكدت من جديد:

          أولاً: استمرار وتعميق موقف الصداقة والتأييد لشعوب حكومات الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية ودول عدم الانحياز في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

          ثانياً: التطور المستقل لمواقف دول أوروبا الغربية والتي ترتبط مصالحها وأمنها بالسلام في الشرق الأوسط، وترى فيه قوة خلاقة قادرة على الإسهام الإيجابي في رخاء وتقدم العالم.

          ثالثاً: إن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تتعاطف مع سياسة إسرائيل وتستمر في تدعيم قدراتها مع اعترافها المتردد بحقوقنا في السيادة على أراضينا.

          ولذلك فإن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية مطالبة اليوم أن تتحمل مسؤولياتها كقوة كبرى بأن توقف تصاعد تأييدها لإسرائيل في كل المجالات حتى تتوقف سلسلة الجرائم الإسرائيلية وحتى يتحقق السلام القائم على تأمين الحقوق المشروعة للشعوب.

          ولقد كان التضامن العربي دائماً ركناً أساسياً من أركان السياسة الخارجية المصرية. واليوم فإننا نقدر الأهمية البالغة لتأكيد هذا التضامن على اتساع الأرض العربية لمواجهة عدوان لا يستهدف دول المواجهة وحدها فحسب، بقدر ما يستهدف تطور الإرادة العربية لأهداف الإمبريالية والصهيونية العالمية.

          إن عالمنا العربي مطالب اليوم بأن يدعم تضامنه وأن يشدد ضغوطه تأييداً للشعب الفلسطيني في نضاله الشريف لاستعادة حقوقه وتأييداً لشعوب دولتنا الصامدة أمام العدوان في دفاعها عن نفسها وعن تراث مصالح كل شعوبنا العربية.

          إن التضامن الصلب لشعب لبنان الشقيق مع الشعب الفلسطيني رغم كل الصعاب التي يواجهها الشعبان ورغم حملات التشكك والتفتيت المعادية - موقف تحييه مصر وتعمل ما وسعها على تأكيده واستمراره. كما أنها تعمل بكل الإخلاص من أجل أن لا تصبح الحوادث الفرعية والصدامات المحلية عامل هدم لتضامن شعوبنا وأن لا تصرفنا عن تركيز جهودنا لمواجهة الخطر الأول.

          إن نجاح السياسة المصرية في مجالها العربي أمر يزداد تأكيده أن الدعم العربي في مجالاته المختلفة يتطور تطوراً إيجابياً ويضاعف من قدراتنا في معركتنا المصيرية - وسيأتي يوم نضع فيه أمام شعبنا في مصر وأمام الشعوب العربية صور هذا الدعم الفعال الذي يعكس ثقة كل الشعوب بنفسها وإيمانها بوحدة مصيرها.

<5>