إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



إنجلترا تفاوض مصر
تابع (1) تقرير اللجنة الخصوصية المنتدبة لمصر (لجنة ملنر)

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة، ص 33 - 92"

الحكومة وبعضها أفراد الناس ليحيط علما بأساليب الزراعة وبأحوال الناس المعاشية، وقضت اللجنة كلها ماعدا واحدا منها (كان يعمل عملا آخر) أياما من أسبوع فى الأسكندرية حيث تيسر لها الاتصال بالجاليات الأجنبية المهمة النازلة بالمركز التجارى العظيم فى القطر المصرى، فاطلعنا على آراء الغرف التجارية الفرنسوية والإيطالية واليونانية وآراء الغرفة التجارية البريطانية أيضا، وزار بعض أعضاء اللجنة مراكز أخرى للأشغال والأعمال فى الوجهين البحرى والقبلى وأخبروا رفاقهم بما رأوه فيها فجاءت هذه الزيارات بفوائد ثمينة ودونت فى بطون الأوراق رغما عن السعى في منعنا من الاتصال بالأهالى مباشرة كما تقدم.

       وزار اثنان منا، وهما الجنرال السيرجون مكسويل والسيرأوين توماس، السودان زيارة استغرقت عدة أسابيع، وعادا منها بمعلومات ثمينة ضممناها إلى المعلومات التى جمعناها من أقوال الذين تمكنا من الاجتماع بهم فى مصر القاهرة من البريطانيين والأهالى المقيمين فى تلك البلاد.

       فهذه الأعمال العديدة التى ذكرناها بالإيجاز شغلتنا كلنا فى شهرى يناير وفبراير، وفى أواخر فبراير أخذ الوقت الباقى لدينا لإنجاز أبحاثنا يقرب من النهاية لأن جماعة من أعضاء اللجنة كانوا مضطرين أن يعودوا إلى انكلترا قبل آخر شهر مارس، فجعلنا نعقد الجلسات لتبويب المعلومات التى جمعناها وتنسيقها، ولمقارنة الآراء التى استخلصها كل منا على حدة بعضها ببعض، فاتضح لنا لأول وهلة أنه يتعذر علينا كتابة تقرير فى المدة الباقية لنا بمصر لكثرة المواد المتراكمة لدينا وكثرة المسائل التى تقتضى بحثا دقيقا لاسيما وأن مقابلاتنا بالناس كانت لا تزال تستغرق جانبا كبيرا من وقتنا. فلذلك أرجأنا إعداد تقريرنا إلى ما بعد عودتنا إلى انكلترا. على أن المناقشات الابتدائية التى جرت بيننا أظهرت أننا مجمعون إجماعا غريبا على بعض الأمور الجوهرية حتى أننا أثبتنا قبل سفرنا من مصر عدة اقتراحات اتفقنا كلنا عليها اتفاقا وقتيا، ولكنا جعلناها بمثابة رءوس أقلام قابلة للتعديل طبقا لما تقتضيه زيادة البحث والمناقشة.

       وهذه الاقتراحات تعم دائرة لجنتنا وتحقيقنا كلها وهى أساس تقريرنا الحالى، فيخلق بنا والحالة هذه أن نراجع حاصل لجاننا فى مصر والنتائج التى وصلنا إليها.

(2)
النتائج الوقتية التي استنتجناها فى مصر


(أ) أسباب الاضطرابات الأخيرة والقلق الحالي


أولا - قبل الحرب:
       إن الاضطرابات التى وقعت فى شهر مارس سنة 1919 تعاظمت حتى بلغت غايتها بسبب حوادث معينة تتعلق بالحرب ولا يمكن نسبتها على الاطلاق إلى أحوال حديثة أو أحوال جرت فى زمانها فقط، لأن السبيل مهد لها قبل حدوثها بزمان طويل.
<7>