إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) التقرير الثامن للأمين العام عن حالة تنفيذ خطة الرصد والتحقق المستمرين
لامتثال العراق - 11 أكتوبر 1995

"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 798 - 822"

         (ث)   وقد بدأ استخدام عوامل الحرب البيولوجية في إنتاج الأسلحة على نطاق واسع في كانون الأول/ ديسمبر 1990 في المثنى. وكما أعلن، أختيرت القنابل من طراز R 400 بوصفها الذخيرة الملائمة للإيصال الجوي وعبأت 100 منها بتكسين البوتولينوم، و 50 بالجمرة الخبيثة، و 16 بالأفلاتكسين. وبالإضافة إلى ذلك، عبئ 25 من الرؤوس الحربية "الحسين"، التي أنتجت في دورة إنتاجية خاصة منذ آب/ أغسطس 1990، بتكسين البوتولينوم (13)، والجمرة الخبيثة (10)، والأفلاتكسين (2). ووزعت هذه الأسلحة في أوائل كانون الثاني/ يناير 1991 في أربعة مواقع، ظلت فيها طوال فترة الحرب؛
         (خ)   وإجمالا، أعلن العراق إنتاج ما لا يقل عن 000 19 لتر من تكسين البوتولينوم المركز (عبئ منها ما يقرب من 000 10 لتر في ذخائر)، و 500 8 لتر من الجمرة الخبيثة المركزة (عبئ منها ما يقرب من 500 6 لتر في ذخائر)، و 200 2 لتر من الأفلاتكسين المركز (عبئ منها 580 1 لترا في ذخائر)؛
         (ذ)   أعلن العراق أنه قرر تدمير الذخائر البيولوجية والكميات السائبة المتبقية من عوامل الحرب البيولوجية بعد حرب الخليج. وادعي بأن أمر التدمير أعطي شفويا، وليس باستطاعة أي ممثل عراقي على ما يبدو أن يتذكر موعد الأمر بالضبط أو تواريخ عمليات التدمير. وذكر أن الأمر قد صدر في وقت ما في أيار/ مايو أو حزيران/ يونيه 1991. ونقلت جميع القنابل البيولوجية المعبأة إلى مطار واحد وأضيفت إليها مواد كيميائية لإبطال مفعول العوامل الموجودة بداخلها. وبعد ذلك دمرت القنابل بالتفجير وأحرقت، ودفنت المخلفات. واستخدمت تقنية مماثلة للتخلص من الرؤوس الحربية للقذائف في موقع منفصل. وفي أواخر آب/ أغسطس 1995، عرض العراق على فريق تابع للجنة الخاصة موقعا ادعي بأنه موقع تدمير الرؤوس الحربية. إلا أن العراق غير روايته في وقت لاحق وعجز عن أن يحدد بأي درجة من التيقن موقع عمليات تدمير الرؤوس الحربية بالضبط؛
         (ض)   وفيما يتعلق بالعامل البكتيري السائب المخزن في الحكم، ذكر العراق أنه قد اتخذ بشأنه إجراء مماثلا لإبطال المفعول. وأفرغ السائل الذي أزيلت سميته في خزان مياه المجارير التابع للمرفق وتم التخلص منه في الموقع في نهاية المطاف. ووفقا لما أعلنه العراق، دمر في الحكم نحو 000 8 لتر من تكسين البوتولينوم المركز، وأكثر من 000 2 لتر من الجمرة الخبيثة المركزة، و 340 لترا من الـ
Perfringens المركز، وكمية غير محددة من الأفلاتكسين.

         76 -   ضم برنامج الأسلحة البيولوجية العراقي، كما وصف للجنة، سلسلة كاملة من العوامل والذخائر. وشملت العوامل في إطار برنامج الأسلحة البيولوجية العراقي عوامل فتاكة كالجمرة الخبيثة، والسم الوشيقي (تكسين البوتولينوم)، والخروع (الريسين) فضلا عن العوامل المسببة للعجز كسموم الفطريات أفلاتكسين ومايكوتكسين، وفيروس التهاب الملتحمة النزفي، وفيروس روتا. وشمل نطاق عوامل الحرب البيولوجية التي عمل عليها العراق أسلحة مضادة للأفراد ومضادة للنبات. وكان البرنامج يغطى مجموعة متنوعة كاملة من وسائل إيصال الأسلحة البيولوجية تتراوح ما بين الأسلحة التعبوية كالصواريخ من عيار 122 مم وقذائف المدفعية، والأسلحة الاستراتيجية (كالقنابل الجوية والرؤوس الحربية "الحسين" المملوءة بعوامل الجمرة الخبيثة والسم الوشيقي والسم الفطري أفلاتكسين) إلى جانب الأسلحة "الاقتصادية"، مثل التفحم المغطى للقمح. لقد كانت الإنجازات التي حققها برنامج الأسلحة البيولوجية العراقي إنجازات بارزة نظرا لادعاء العراق بأنه لم يمض سوى خمس سنوات فقط على البداية المعلنة للبرنامج عام 1985.

         77 -   وشملت الإنجازات إنتاج كميات كبيرة من العوامل البكتريولوجية والأفلاتكسين واستخدامها فعلا في إنتاج الأسلحة، والبحث في تشكيلة متنوعة من عوامل الأسلحة البيولوجية الأخرى. وكان هناك مرفق خاص، هو الحكم، مكرس للبحث والتطوير في مجال الأسلحة البيولوجية، فضلا عن الإنتاج على نطاق واسع، قيد الإنشاء وكانت معظم عناصره الرئيسية قد اكتملت عندما اندلعت حرب الخليج، كما كانت قدرات الإنتاج والخزن جاهزة للعمل. وقدم عدد من المرافق والمنشآت الأخرى في العراق دعما فعالا لبرنامج الأسلحة البيولوجية. ويتمتع البرنامج، على ما يبدو، بدرجة من التوازن توحي بارتفاع مستوى الإدارة والتخطيط اللذين تصورا دمج جميع جوانب برنامج الأسلحة البيولوجية ابتداء بالبحث وانتهاء بإنتاج الأسلحة. ومن المعقول أن يفترض المرء أيضا أنه، نظرا لأن الأسلحة البيولوجية كانت تعد من الأسلحة الاستراتيجية وتم وزعها فعلا، لا بد وأنه قد جرى التفكير بإمعان في مبدأ الاستخدام التشغيلي لأسلحة الدمار الشامل هذه.

         78 -   ويبدو أن برنامج الأسلحة البيولوجية كان يتطور بخطى ثابتة ويتسع ويتنوع باستمرار لغاية شهر آب/ أغسطس 1990. وفي آب/ أغسطس 1990، بدأ برنامج "معجل" أعطيت فيه الأولوية لمقتضيات الإنتاج وتطوير الأسلحة.

         79 -   وتمثل الوثائق التي حصلت عليها اللجنة في آب/ أغسطس 1995 عن برنامج الأسلحة البيولوجية العراقي، على ما يبدو. جزءا من مجموع الوثائق المتولدة عن البرنامج. فعلى سبيل المثال، وصف العراقيون للجنة شفويا دراسات لم ترد في أي من الوثائق. كما أن بعض الدراسات المشار إليها في الوثائق تختلف اختلافا كبيرا عن تلك التي وصفت للجنة. أما المعلومات المتوفرة للجنة من مصادر أخرى فلا تتوافق في جوانب مهمة والمعلومات التي قدمها العراق.

         80 -   رغم ما كشف عنه العراق من معلومات هامة جديدة منذ منتصف شهر آب/ أغسطس، فإن اللجنة لا تعتقد أن العراق قدم سردا كاملا وصحيحا عن برنامج أسلحته البيولوجية. وتنوي اللجنة مواصلة جهودها المكثفة في مجال التفتيش والتحقق والتحليل كيما تقدم إلى مجلس الأمن، في أسرع وقت ممكن، تقييماتها لامتثال العراق

<15>