إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممثلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

          وأنا لا أعرف عربيا أو فلسطينيا أو مسلما يريد أن تمتد يده الى الوحدة، هذا كلام الموهوم. وكما قال أن كل عين تنظر شذرا الى هذا البلد، لا توجد عين تنظر شذرا الى هذا البلد الا عين اسرائيل، فاذا أراد أن يفقأ عين أحد فليفقأ عين اسرائيل ونحن معه، وهو لا يستطيع أن يفقأ عين اسرائيل الا بواسطة شعب فلسطين والأمة العربية. أن البلد الوحيد الذى تمتد يده بسوء الى الضفتين هو اسرائيل. فنحن معه نسير معا ونعمل على قطع يد اسرائيل. ولكن إذا أراد الملك أن يفقأ عين عربى فمعناه انه يصطنع معركة موهومة، لأن العين العربية التى تنظر شذرا الى الضفتين غير موجودة: ان منظمة التحرير تعتبرها خيانة كبرى، ان تعمل على تمزيق الوحدة أو انها تنظر بسوء الى الأردن، لأن الأردن درع، فالأردن ليس للملك بل للشعب ونحن الشعب منظمة التحرير، لذلك فليس من الممكن أن نسئ الى بلدنا والى شعبنا ووطننا فبقدر ما يكون الملك غيورا على وحدة الضفتين فنحن أشد غيرة لأن غيرة الشعب أشد وأكبر من غيرة الملك. اننى أتكلم بشيء من العاطفة وأعترف بهذا. ولكن هذه القضية أكبر منا جميعا، وأكبر من الملك حسين ومن كل الملوك والرؤساء مجتمعين ومنفردين. ان هؤلاء يغدون ويروحون ويخلعون ويقتلون ويموتون على فراشهم، ولكن شيئا واحدا يبقى، هى الأمة العربية وشعب فلسطين وقضية التحرير، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكل الذى نرجوه من الملوك والرؤساء أن يسيروا فى طريق التحرير وعلى هدف التحرير ليصبح مؤتمر القمة مؤتمر قمة حقيقى.

          سيدى الأمين العام، اخوانى:

          لقد أتهم الملك حسين المنظمة أنها عامل هدم وتخريب كما جاء فى خطابه وقال أنها أصبحت معول هدم للصف العربى كله، ونحن مسئولون عما فى التضامن العربى من خراب، ونحن نحمل هذه المسئولية. هذا ما قاله الملك حسين، واننا أصبحنا قطب الرحى فى الخلافات العربية، وهذه تهمة باطلة.

          وكم كنت أتمنى، أن يبتعد الملك حسين فى خطابه فى عجلون، عن الخلافات العربية، لماذا؟ لأنه قد يجوز أن أية دولة عربية ممثلة حول هذه المائدة لم تكن سببا فى الخلافات، ولكن الملك حسين هو الذى بدأ الخلافات. الملك حسين على حق فيما يقول من أن قضية فلسطين هى قضيتنا الأولى وأنا أقول بالنسبة لشعب الاردن ان قضية فلسطين هى القضية الاولى، ولكن الذى يحمل القضية الاولى كيف يكون سلوكه وتصرفه؟ يجب ألا يكون سببا فى الخلافات العربية.

          ان الملك حسين يقول فى خطابه، يجب أن تكون قضية فلسطين فوق الخلافات العربية، ولكن يجب أن يكون هو بعيدا عن الخلافات العربية، ولكن الملك حسين أذكى الخلافات بعد مؤتمر الدار البيضاء، ودخل فى صميم الخلافات، وكان طرفا فى هذه الخلافات، فاذا كان يحمل قضية فلسطين كما كان يحملهما اخواننا الجزائريون وهم بعيدون عن الخلافات العربية، لكان بها، ولكن يقحم نفسه فى الخلافات العربية.

          إن الملك حسين يتهم المنظمة أنها قطب الرحى فى الخلافات، وجلالته فى سياسته الاخيرة كان فى صميم الخلافات العربية، كيف هذا؟

          أولا: كما نقرأ فى خطابه فى هذه الفقرة يتحدث جلالته فيقول:

          "نحن نعلم أن عدم الاستقرار من العوامل التى تشجع على نمو الشيوعية حيث

<9>