(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممثلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

تتسلل من خلال الضعف والفقر وفقدان الامل الى أهدافها، ونحن نعرف ان السلاح السوفياتى الذى أغرق المنطقة أو أى سلاح من أى مصدر آخر لن يكون سلاحا عربيا الا عند ما تحمله أيد عربية أصيلة تأبى أن تكون مطية لاية قوى خارجية".

          ان الأسلحة السوفيتية توجد لدى القاهرة ودمشق وبغداد والجزائر ومعنى هذا ان هناك اتهاما لهذه الدول الأربع أنها مطية لأيد خارجية وأنه لا فائدة لهذه الأسلحة السوفيتية بأيدى هذه الدول العربية.

          طبعا الملك حتى مجرد كلامه عن السلاح السوفيتى أنه أغرق المنطقة لا يجوز اطلاقا، لأن من يقول هذا الكلام وهذه العبارة ومن يرددها صباحا ومساء هى أمريكا والناطقون بلسان أمريكا واسرائيل.

          ان الاذاعات والصحف الاسرائيلية تردد صباحا ومساء خطورة السلاح السوفيتى الذى أغرق المنطقة. وأنا لا أريد لجلالة الملك حسين أن يكون فى معسكر أمريكا فى هذا الموضوع، ولا أريد له أن يكون فى معسكر اسرائيل ويشكو من وجود السلاح السوفيتى.

          ان الطائرات فى مطار دمشق وفى حلب على أهبة الاستعداد والطيارين السوريين الذين يمكثون فى قواعدهم 24 ساعة ينتظرون على أتم استعداد ليهبوا الى السماء وكذلك الطيارين الموجودين فى مطارات القاهرة وبغداد وغيرها بطائراتهم العسكرية، رأيت هذه الطائرات العسكرية فى سوريا وفى العراق وفى الجمهورية العربية المتحدة، رأيت اخواننا الضباط يجلسون فى الطائرات كل الوقت ينتظرون الرادار واشارة البدء. ان كل ما يفعله هؤلاء الضباط الشجعان والجنود البواسل هو من أجل من؟ من أجل الأردن. فأى منطق بل وأى قومية عربية بل وأى دين اسلامى، بل وأى غيرة على قضية فلسطين أن يتحدث الملك حسين عن السلاح السوفيتى الذى أغرق المنطقة.

          يوم أن أرسلت أمريكا السلاح للأردن ماذا كان كلام وزير الخارجية الامريكية نحن نتكلم عن الواقع ولا نأتى بكلام عن السحاب. ماذا قال وزير الخارجية الأمريكية فى تبرير ارسال هذه الأسلحة للأردن؟ قال: نحن نرسل هذه الأسلحة حتى نعمل توازنا بين الأردن وبين الدول العربية الأربع والمفروض أن يكون هذا التوازن بين اسرائيل والدول العربية. ان أمريكا تدخل الآن بمنطق جديد، وهو عمل توازن بين الدول العربية فيما بينها ولكن هل حقيقة أن الأردن يتسلح ضد سوريا والعراق والجمهورية العربية المتحدة؟ هل الأسلحة التى ترسل للأردن هى لحماية الأردن من الدول العربية؟

          ان ما أخذه الملك من مؤتمرات القمة من معاونات مادية هو لانشاء جيش وتجهيزه بالسلاح لتحرير فلسطين، لامن أجل التوازن بين الأردن واسرائيل.

          يفجعنى أن الملك لم يعقب على هذا الكلام الذى صدر من واشنجطون التى تقول انها أرسلت السلاح للتوازن بين الأردن والعرب، وكان من واجب الملك احتراما لمؤتمر القمة وقضية فلسطين أن يقول أبدا، أنا لا أخشى على الأردن من سوريا ولا من العراق ولا من الجمهورية العربية المتحدة، ولا من أية دولة عربية.

          اما أن يسكت الملك حسين على هذا الكلام، وأخيرا تعلنه أمريكا فمعنى هذا أنه

<10>