إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومى، ج 2، ص 1443- 1474"

او الكويت ولكن منازلهم فى الاردن، أى يعملون فى الخارج ثم يعودون في اجازاتهم الى عائلاتهم فهم مواطنون أردنيون على حد تعبير اخواننا فى الأردن- ويفجعنى أن أقول هذا- من أصل فلسطينى.

          أقول لقد خصص لاخواننا الفلسطينيين فى الاردن 85 مقعدا، ولكن الملك حسين يريد ثلثى عدد المقاعد أو أكثر من الثلثين. وهنا أريد أن أقول اننا لسنا تحت وصاية الملك حسين، ولا أى ملك أو رئيس.

          لقد خصص لاخواننا الفلسطينيين فى الجمهورية العربية المتحدة ثلاثة مقاعد فشكوا من ذلك وطالبوا بعشرة مقاعد، ولكن لم يتمسك بهذا احد وقال لابد ان نأخذ كذا مقعدا. ولم يتدخل أى ملك أو رئيس الا الملك حسين.

          أحد أمرين، أما ان لمنظمة التحرير الفلسطينية شخصية مستقلة واما انها تابعة للدول العربية وأنا أرفض هذه التبعية، لانها عندئذ لا تكون منظمة تحرير فلسطين، بل تكون منظمة تحرير تابعة للدول العربية، بمعنى انه اذا كانت الانتخابات فى الاردن اردنية، وفى سورية سورية، وفى مصر مصرية فلن تكون هذه المنظمة منظمة فلسطين بل تكون منظمة اردنية أو سورية أو مصرية أو ايا كانت. ونحن نرفض هذا الوضع، لان المنظمة كما ارادها الملوك والرؤساء فى مؤتمر القمة، ممثلة لشعب فلسطين ولها شخصية مستقلة ولا تتلقى تعليمات أو توجيهات من الملك حسين أو من غيره. نحن نقدرهم جميعا ونستمع الى نصائحهم وارشاداتهم، ونتعاون ضمن الخطة العربية ولكن نرفض أن تكون المنظمة تابعة لأى ملك أو رئيس، أو أن نتلقى تعليمات أو توجيهات. ونحن فى هذا كما كانت الجزائر الا بفرق واحد، فقد كان لاخواننا الجزائريين أرض ينطلقون منها للقتال، ولكن ظروف القضية الفلسطينية هى التى أوصلتنا الى الوضع الذى نحن فيه. لقد كان الملك محمد الخامس رحمه الله من أكبر انصار الحركة الجزائرية، وفتحت لها تونس صدرها، ولكنهم لم يضعوا فى يوم من الأيام سياسة معينة، بل الشعب الجزائرى هو الذى كان يضع خططه فى الحرب والسياسة وفى مفاوضة فرنسا..

          لذلك أرجو ان يكون واضحا لآخر مرة ان الشخصية الفلسطينية مستقلة تماما. نحن وحدويون متعاونون مع الدول العربية. ولكن لسنا تابعين لاى ملك أو تحت وصاية أى رئيس.

          لقد احزننى ان تتناول اذاعة اسرائيل هذا الموقف بالشماتة، وان تتناوله أيضا الصحافة الامريكية والبريطانية بالشماتة. فجريدة "التايمز" اللندنية فى 17 يونية سنة 1966 فى نسختها المحلية- اى النسخة البريطانية وليست العالمية - تقول فى آخر مقال لها بعد ان أوردت الخلاف وظروفه ما يأتى:

          تفيد التقارير الواردة من عمان اليوم ان نظام الحكم الاردنى المعادى للشيوعية قد انتابه قلق بالغ ازاء مما أعلنه السيد/ الشقيرى. ومن المعتقد ان هذا هو الدافع وراء الهجوم العنيف الذى شنه الملك حسين فى خطاب ألقاه يوم الثلاثاء الماضى، والذى ادعى فيه ان منظمة تحرير فلسطين قد وقعت تحت سيطرة أشخاص ذوى "مبادئ" وايديولوجيات هدامة".

          وهذه هى نتيجة لخطاب الملك حسين، وكنت أريد منه- ومن حقه بل ومن حق

<25>