(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومى، ج 2، ص 1443- 1474"

أبو عز الدين- فيه دعم لقضية فلسطين.. أى أنه بعد موقف الملك حسين فى عجلون تكلمت جبال لبنان الشماء عن تقدير الجهد الكبير الذى قام به الشعب الفلسطينى. وأنا واثق ان الشعب فى عجلون أو أى مواطن فى الأردن يثور على الانتقاص من قدر منظمة التحرير الفلسطينية.

          ان منظمة التحرير الفلسطينية خلال عام أنشأت جيشا فى سورية وفى قطاع غزة وفى العراق.. وهناك عشرات من أبنائها فى الكليات الحربية فى القاهرة ودمشق وبغداد. وأنا معتز بالجيوش العربية اعتزازكم بها، ولكنى أود أن أقول انكم ما استطعتم أن تبنوا فى عام واحد ما بنته منظمة التحرير الفلسطينية من جيش. فقد ورثتم عن الاحتلال بعض الشرطة والجيش، ولكن الشعب الفلسطينى ما ورث الا النكبة والكارثة، ولكنه فى عام واحد بنى جيشا لم تستطع الدول العربية أن تبنى مثله فى الأعوام الأولى من استقلالها، وأنتم تعتزون بهذا الجيش تقديرا لاخوانكم شعب فلسطين.

          من الانصاف أيضا ومن الحق الا يقتصر الأمر على خطاب الملك حسين وان نجعل الأمر كله مركزا على خطابه فى عجلون.. فما هى سيرة المنظمة مع الاردن، وسيرة الاردن مع المنظمة؟

          ان منظمة التحرير الفلسطينية تدخل فى عامها الثالث ولا يستطيع أردنى مسئول أن يقول أن المنظمة فعلت شيئا واحدا صغيرا هينا لينا يسيرا فى الاردن، سوى أن لنا مقرا فى مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق بين القدس ورام الله ولم تستطع المنظمة أن تحقق انجازا واحدا فى الاردن ونحن في عامنا الثالث.

          فى ميدان التدريب العسكرى، ابدا..

          فى مجال التنظيم الشعبى، ابدا..

          ضريبة التحرير، ابدا..

          ولا أريد أن أذهب بعيدا، وانما أقول اننا فى قطاع غزة، وغزة جزء من بلدنا ووطنا، كما أن الأردن بلدنا ووطننا، وفى غزة شعبنا كما فى الأردن شعبنا- وأقول هذا أمام السيد سعد جمعه ونحن نعتبر أن سعد جمعه هو فعلا عضو طبيعى فى منظمة التحرير الفلسطينية وأن لم يكن زميلا فى النضال والكفاح، وهذه نظرتنا فنحن لا نفرق بين مواطن ومواطن أبدا، ولكن الحكومة الأردنية تدخل علينا فلسفة التفريق بين المواطنين بما تسميه ازدواجية الولاء- أقول يا سيدى اننى تحدثت عن قطاع غزة وقلت اننا نعتبر غزة بلدنا كما أن الأردن بلدنا.. فماذا يجرى فى قطاع غزة؟

          ان منظمة التحرير الفلسطينية فى قطاع غزة تتمتع بحرية كاملة، فى التنظيم الشعبى وفي توحيد صفوف الشعب الفلسطينى، وفى تدريبه وتسليحه وفى غزة التجنيد الاجبارى يطبق على أبناء فلسطين جميعا، فقد أصدر المجلس التشريعى فى غزة بناء على طلب منظمة التحرير الفلسطينية قانون التجنيد الاجبارى على 400 ألف فلسطينى، منهم 300 ألف لاجئون يعيشون فى الخيام و 100 ألف مواطن فى حكم اللاجئين لأنه امتنعت عنهم أرضهم وبياراتهم ومزارعهم بخط الهدنة. واصدر المجلس التشريعى بناء على طلب المنظمة أيضا قانونا اسمه قانون ضريبة التحرير،

<18>