إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1443- 1474"

          ان قضية الشيوعية العالمية هى قضية أمريكا وبريطانيا والغرب وليست مشكلة العالم العربى ولا مشكلة العالم الاسلامى، فاذا كان الأمر متعلقا بالعقيدة فالدين والحمد لله، بالنسبة للمسلمين وكذلك المسيحيين، متين وكلنا طيبون ومؤمنون.. ومنذ قيام الحركة الشيوعية فى العالم لم نر مسلما أو عربيا قد تزعزع عن دينه، حتى بالنسبة للشباب نجدهم متمسكين بدينهم وبالقومية العربية، أما من نزع ناحية الشيوعية فهو من أصل غير عربى، وأعتقد أن السيد سفير العراق يفهم ما أقول، واذا وجد شيوعيون فى العالم العربي، فان هؤلاء اذا رجعنا الى حقيقتهم، نجد أنهم ليسوا عربا.. فى معظم الاحوال.

          فما هو هذا الخطر الكبير الداهم الذى يتصدى الملك حسين لمقارعته وخيل اليه أنه اذا انهارت احدى الحكومات الاسلامية لوجد الخطر الشيوعى على أعتابنا؟

          ان الخطر الحقيقى هو فى الصهيونية، فقد احتلت اسرائيل أرضنا وسلبتنا كرامتنا وانزلت بنا عارا كبيرا.. الخطر قائم فى الصهيونية.. وأما الشيوعية فخطر قد نختلف فى تقديره وقد نختلف فى وقوعه أو عدم وقوعه.. فينا من يرى أن الشيوعية تقول بالتعايش السلمى مع الدول العربية والاسلامية، فالأمة العربية لا تواجه خطر الشيوعية، وليس هناك عداء من الاتحاد السوفييتى على العالم العربى. لقد كان كوسيجين هنا فى القاهرة وصدر بيان مشترك فيه تأييد كبير لقضية فلسطين. وكان الرئيس هوارى بومدين فى موسكو وصدر بيان جزائرى سوفييتى فيه تأييد لشعب فلسطين. وذهب أخيرا وفد سورى الى موسكو وصدر بيان مشترك حول تأييد القضية الفلسطينية. وكذلك فى جميع الزيارات الى موسكو صدرت بيانات فيها تأييد لقضية فلسطين.

          هذا هو موقف الشيوعية الدولى من قضيتنا الكبرى.

          ومن الجانب الآخر نجد أمريكا تقف في وجه قضية فلسطين، فقد أعلن "همفرى" نائب رئيس الولايات المتحدة الامريكية فى اسرائيل هذا الشهر ان قيام منظمة التحرير الفلسطينية هو خطر على اسرائيل.. وهذا "هاربشتاين" السيناتور الامريكى الصهيونى يقدم اقتراحا بضرورة إنهاء وكالة الاغاثة وتقديم الأموال للدول العربية المضيفة مباشرة وفى مقدمتها الاردن.. ولكن ماذا تفعل هذه الدول وبهذه الأموال؟

          حسب الكلام الذى سمعتوه من الملك حسين يجب أن تهدم المخيمات وان يعمل الفلسطينيون بالزراعة فى القرى، وبهذا ينتهى آخر مظهر من مظاهر القضية الفلسطينية، رحمة واشفاقا على هؤلاء الذين وصفهم الملك حسين بأنهم ذئاب جائعة.

          وهذه الفقرة من خطاب الملك حسين التى تعتبر الصهيونية أقل خطرا من الشيوعية، معناها أن نترك القضية الفلسطينية ونترك مهمة التحرير، وينشغل مؤتمر القمة العربى الذى سينعقد فى الجزائر عند الأخ هوارى بومدين بمكافحة الشيوعية بدلا من الصهيونية.

          أريد أن أسأل الأخوة والسيد الأمين العام: اذا قرأنا البيانات التى صدرت عن الملوك والرؤساء أو القرارات التى صدرت عن مؤتمرات القمة الثلاثة، فهل نجد من بينها قرارا واحدا يدعو لمحاربة الشيوعية العمالية أو لمحاربة الاتحاد السوفييتى

<14>