إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / ثورة 23 يوليه، في مصر




وثيقة التنازل عن العرش
وداع علي ماهر
محمد نجيب وعبدالناصر
محاصرة قصر عابدين
مع ضباط الكتيبة (13) مشاة
لقاء مع الإخوان المسلمين
مقر مجلس قيادة الثورة
مقر رأس التين بالإسكندرية
اللواء محمد نجيب وعلي ماهر
الملك فاروق والسفير البريطاني
الملك فاروق في احتفال
البيان الأول للثورة
اليخت الملكي المحروسة
الرسالة الموجهة للملك فاروق
اجتماع مجلس قيادة الثورة
تعليمات بعودة اليخت المحروسة
دبابة أمام قصر المنتزه
زيارة للوحدات العسكرية





الفصل الخامس

تحركات الوحدات الأخرى

        بدأت تحركات الوحدات الأخرى في ساعة الصفر المقررة وهي الواحدة، وفي مقدمتها الكتيبة الثالثة عشرة ويقول القائمقام أحمد شوقي في روايته: إن تحركها بدأ عن طريق مدخل كلية البوليس، وعن طريق الجبل، خلف المنزل الحالي للرئيس جمال عبدالناصر. وذلك تحاشياً من الخروج من المدخل الرئيسي، بالعباسية، لوجود وحدة من البوليس الحربي؛ وبعد خروج جميع الوحدات، خرجت في سيارة جيب، أقودها بنفسي، وبجواري زكريا، وخرجنا من الباب الرئيسي بالعباسية، وعند وصولي اعترضني قائد البوليس الحربي البكباشي عبدالوهاب حسني؛ فعرضت عليه الركوب معي لتفقد الحالة سوياً، وفعلاً جلس بجواري، مع زكريا فاتجهت بالسيارة، إلى مصر الجديدة حتى الكردون، الذي أقيم أمام باب السواري، وعليه ثروت عكاشة، وعنده اختفى البكباشي حسني لأننا أصبحنا في أمان".

        وتمضي رواية قائد الكتيبة الثالثة عشرة؛ فيذكر أنه انتهى إلى مبنى القيادة، الذي سبق أن استولى عليه يوسف صديق: "عدت حيث اتخذت مكتب الفريق حسين فريد، مركزاً لقيادتي، واتصلت تليفونياً بحكمدار القاهرة اللواء أحمد طلعت، وطلبت منه عدم القيام بإجراء مضاد لنا، حتى لا ينجم عن ذلك أي صدام مسلح وفعلاً وعد بذلك. وحتى الساعة الرابعة صباحاً، التي حضر فيها اللواء محمد نجيب، لم أر خلال هذه الفترة، أحداً من الضباط الأحرار، ثم أخذ هؤلاء في الحضور، منهم جمال وعبدالحكيم عامر وبغدادي.. إلخ". ويناقض هذا رواية للصاغ صلاح نصر، الذي كان أركان حرب الكتيبة، ويعمل تحت رئاسة القائمقام أحمد شوقي، يقول فيها "إن القائمقام شوقي حضر إلى رئاسة الكتيبة، مع الصاغ جمال حماد، واستقل الاثنان سيارة جيب، في الحادية عشرة مساءً، ثم اختفى، ولم أره إلا في ظهر يوم 23 يوليه، مع محمد نجيب، حينما كان يمر على القوات، التي قامت بالحركة"! هذا نموذج للتخبط والتناقض في الروايات بسبب الدوافع الشخصية.

        قامت الوحدات، التي تتألف منها الكتيبة (13)، بالواجبات، التي أوكلت إليها، غير أنها جاءت متأخرة، بالنسبة للاستيلاء على رئاسة الجيش. وكانت هذه المهمة موكولة لسرية، بقيادة اليوزباشي عمر محمود علي، كما خرجت سرية، (بأمر القائد، أو أركان حرب الكتيبة)، بقيادة الصاغ صلاح سعدة، استولى بها على مبنى سلاح الحدود، بكوبري القبة، وانفذت سرية ثالثة لاحتلال مبنى الإذاعة، في شارع علوي، بقيادة اليوزباشي جمال القاضي.

        بينما يذكر ثروت عكاشة أن مهمة الاستيلاء على الإذاعة كانت من واجبات سلاح الفرسان، وأن التعليمات، التي صدرت من سلاح الفرسان، أوضحت أن قائد العملية، هو الملازم أول أحمد علي حسن المصري، على رأس تروب سيارات مدرعة متوسطة، وعربتي جيب، مع تسليح الأفراد ببنادق لانكستر، على أن يُصرف لكل فرد تعيين طوارئ، لمدة يومين، وعلى أن تشترك، مع هذه القوة، قوة أخرى، من المشاة، تكون مسؤولة، عن احتلال المداخل.

        بينما ينسب القائمقام شوقي مهمة الاستيلاء على محطة الإرسال، بأبي زعبل، إلى سرية من الكتيبة، تتألف من 100 عسكري، ولكنها لم تتحرك إلا في الساعة 6.30 صباحاً.

        بينما يذكر مجدي حسنين، من سلاح خدمة الجيش، أنه قام بهذه المهمة، بمساعدة تروب سيارات مدرعة، بقيادة اليوزباشي محمد عبدالفتاح علي. وهكذا يتكرر هذا التضارب في الروايات، ومن المحتمل أن بعض العمليات كانت تتطلب تعاون أكثر من سلاح، ولكن البعض يحاول الاستئثار بهذا الفخر.

تحــرك الفرســـــان

        قبل التاسعة والنصف، مساء 22 يوليه، كان جميع الضباط الأحرار بسلاح الفرسان، مع جنودهم بوحداتهم، بحجة حالة طوارئ. وفي التاسعة والنصف. وصل حسين الشافعي وثروت عكاشة، وخالد محيي الدين. وكان في هذا الوقت، يوجد تحت قيادة حسين الشافعي 32 ضابطاً، من الضباط الأحرار. وكانت قواته تسيطر على (48) دبابة، و(48) سيارة مدرعة، والآلاي الأول سيارات مدرعة، وكتيبة ميكانيكية عربات نصف جنزير، محملة بالمشاة، إضافة إلى آلاي خيالة، تحت قيادة عثمان فوزي، والآلاي الثاني سيارات مدرعة، إضافة إلى سيطرة كاملة على مركز تدريب الفرسان، ومدرسة الفرسان؛ فكانت هذه القوة قادرة على القيام بأصعب المهام، وكان هناك كشف بأسماء وعناوين ضباط الفرسان، الواجب اعتقالهم في منازلهم، ومنعهم من دخول القشلاقات. وتم إعطاء الأوامر بالاستعداد للتحرك، في الساعة العاشرة، وقام حسين الشافعي بالتنسيق، لاستكمال توزيع الذخائر على القوات، بعد أن وصلت عن طريق الضباط الأحرار، قبل الساعة الحادية عشر مساءً، وفي هذا الوقت، حضر الأميرالاي حسن حشمت، قائد اللواء المدرع إلى القشلاق، فقبض عليه ثروت عكاشة.

        وصدر الأمر بالتحرك، في الساعة الحادية عشر. وتحركت قوة من الفرسان، تُقدر بثلث القوة وسدت الطريق والكوبري، الذي يفصل المستشفى العسكري عن منطقة كوبري القبة والحدائق وهي نقطة حاكمة في المنطقة العسكرية. وتحركت قوة الفرسان بمدرعاتها وسياراتها المدرعة في اتجاه مدخل مصر الجديدة، أمام محطة بنزين "موبيل أويل"، بمحاذاة خط المترو، وسدت الطريق القادم من مصر الجديدة، الذي يمر من أمام "نادي سبورتنج"، وكان معها وحدات ميكانيكية، وعربتان مصفحتان، وفصيلة خيالة. وبذلك تم قطع المواصلات، وعزل المنطقة العسكرية عن مصر الجديدة. وعند هذا الحد، أعلن للجنود أنهم يقومون بحركة عسكرية، ضد قادة الجيش، من أجل الوطن، والشعب المصري، وتقبل الجنود هذا الإعلان بحماس وارتياح.

        وقبل مغادرة قشلاقات الفرسان، حضر مهندس الصيانة، جمال علام، وانضم لضباط أحرار الفرسان وبإيحاء منه، أشار إلى أهمية الاستيلاء على محطات القوة، والبث اللاسلكي للإذاعة، في أبى زعبل وقام مع تروب سيارات مدرعة، وتحت قيادة مجدي حسنين، ووصلوا في الوقت المناسب. وبالتعاون مع مهندس الإذاعة، الشاب الجارحي القشلان، تمت السيطرة على المحطات، وأمكن إعادة توصيل التيار للأجهزة، التي قطعها المسؤول، بأوامر من كريم ثابت (وزير الإعلام).

        وقام اليوزباشي أحمد المصري، من السواري، وتحت قيادة قوة من السيارات المدرعة، بالسيطرة والاستيلاء على مبنى الاستوديوهات، في شارع الشريفين وتم ذلك في الساعة الرابعة والربع صباحاً، يوم 23 يوليه، بعد أن تمكن من صرف قوات البوليس البسيطة، التي كانت تحيط بهذا المبنى، بعد إقناعهم بأنه حضر لهذه المأمورية، موفداً من السراي، وأن أحمد طلعت هو الذي أصدر لهم الأوامر، ثم سافر، بعدها، إلى الإسكندرية لمقابلة الملك.

        وأشرف حسين الشافعي، وثروت عكاشة، على وحدات مدرعة أخرى، أُرسلت إلى مطار ألماظة ومصر الجديدة، وغرب القاهرة، ومدخل العباسية، وحول رئاسة سلاح الحدود، وقوات أخرى مدرعة لمعاونة المدفعية، في مواقعها الدفاعية، على طريق أي قوات بريطانية، قد تتقدم، عن طريق القناة، وجانب آخر من المدرعات لمعاونة قوات مشاة الكتيبة (13) حسب طلب زكريا محيي الدين.

المدرعات تنجز المهمة

        في حوالي منتصف الليل، كانت وحدات سلاح الفرسان متأهبة للتحرك، لتنفيذ واجباتها، طبقاً للخطة وكانت كتيبة دبابات من السلاح معينة في خدمة الطوارئ، في تلك الليلة، وفوجئ الملازم أول توفيق عبده إسماعيل، بمرور اللواء علي نجيب، قائد قسم القاهرة، داخل السلاح ولما سأله عن سبب وجوده رد عليه بأنه طوارئ.

        وقع الحادث الثاني في سلاح الفرسان، عندما أراد الأميرالاي حسن حشمت، قائد اللواء المدرع، الدخول من بوابة السلاح، فتصدى له الملازم إبراهيم العرابي، المسؤول، وقتئذ، عن حراسة بوابة المعسكر. وكان حسن حشمت يتمتع بشخصية قوية في سلاح الفرسان. وكان الجميع يخشونه إلى الحد، الذي لم يجعل أي ضابط من السلاح يجرؤ على منافسته، لتمثيل سلاح الفرسان، في انتخابات مجلس إدارة نادي الضباط، مما جعله يفوز بالتزكية. ومن ثم كان موقفاً مثيراً، أن يتصدى ملازم ثان، حديث الخدمة، للأميرالاي حسن حشمت، ويمنعه من دخول سلاحه. وبمجرد أن علم حسين الشافعي وثروت عكاشة، بالموقف أسرعا بسيارة جيب، إلى البوابة، لشد أزر الضابط الصغير. وما كاد حسن حشمت يرى حسين الشافعي حتى صاح فيه قائلاً: "حتى أنت كمان يا حسين حتودوا البلد في داهية". قُبض على حسن حشمت، وأركباه معهما في السيارة الجيب، ووضعاه في غرفة، تحت الحراسة، في ثكنات أورطة السيارات المدرعة، التي كان يقودها وقتئذ حسين الشافعي. ومن المفارقات أن ثروت عكاشة اكتشف، بعد عودته، أن الرشاش الخفيف، الذي كان يشهره على حسن حشمت، كان دون خزنة. ولا شك أن عملية أسر الأميرالاي حسن حشمت، كان لها تأثير بالغ على إحكام السيطرة على وحدات الفرسان، وفي رفع الروح المعنوية للضباط، فلو قدر له الدخول، والتخاطب مع الجنود لأحدث بلبلة كبرى.

        عندما حلت ساعة الصفر، أشرف حسين الشافعي، وثروت عكاشة، على تحرك وحدات السيارات المدرعة، وفقاً للواجبات، المنوطة بهما في الخطة، بينما بدأ الصاغ خالد محيي الدين في التحرك، على رأس الكتيبة الميكانيكية، التي تولى قيادتها، بمعاونة اليوزباشي وجيه رشدي، وهي عبارة عن قوات من المشاة، تحملها عربات نصف جنزير. وكانت مهمة الكتيبة تنحصر في سد جميع الطرق المؤدية إلى منطقة المعسكرات، ومنع مرور أي أفراد، سواء من ناحية العباسية، أو كوبري القبة، أو مصر الجديدة. وقسم خالد قواته إلى ثلاثة أقسام، رابط أولها على مقربة من سينما روكسي، عند المنحنى المواجه لمحطة البنزين، لسد المنافذ بين منطقة مصر الجديدة ومنطقة الجيش. ورابط القسم الثاني عند المستشفى العسكري، لسد منافذ كوبري القبة، بينما رابط القسم الثالث عند إدارة التجنيد القديمة، (المدينة الجامعية بعين شمس حالياً)، لسد المنفذ، بين العباسية، ومنطقة المعسكرات.

تحرك المدفعية

        قبل منتصف الليل، توجه الرائد كمال الدين حسين، ومعه بعض ضباط المدفعية الأحرار، في عربة جيب، إلى مدرسة المدفعية، التي كان قد سيطر عليها اليوزباشية علي فوزي يونس، ومبارك رفاعي، وأحمد كامل، والملازم محمد المكاوي. وأخرج ضباط المدفعية المضادة للطائرات مدافع البوفرز، على طريق السويس، حيث منعوا المرور، إلا لمن يعرف كلمة السر. بينما عاد أحمد كامل، ومصطفى عبدالمحسن، ورجاله، إلى أول طريق ألماظة، واحتلوا نقطة البوليس الحربي، وقطعوا أسلاك التليفون، وأغلقوا طريق السويس تماماً.

        وفي الوقت نفسه، احتل اليوزباشي فؤاد صالح، بقوته موقعاً، عند الكيلو 4.5، على طريق السويس، بجوار معسكر للحدود، كان يستعد قائده ليحرك قواته للقيام بحركة مضادة للثورة؛ فبادر فؤاد صالح بقطع أسلاك التليفون الموصلة للمعسكر، وأنذر قائده بإطلاق النيران، إذا ما بدرت منه أية بادرة للتحرك.

        وتمكن البكباشي مصطفى راغب، مع ضباطه الأحرار، من السيطرة على مركز تدريب المدفعية، وأثناء وجود كمال الدين حسين داخل المركز، وصل اللواء علي نجيب، قائد قسم القاهرة، الذي كلفه الفريق حسين فريد بالمرور على الوحدات، وبرفقته البكباشي يوسف العجرودي، أركان حرب القسم، (الحاكم الإداري العام لقطاع غزة فيما بعد). وأحدث وصول علي نجيب نوعاً من الارتباك، بين صغار الضباط الموجودين، ولكن سرعان ما وصل كمال الدين حسين، فشهر مسدسه في وجه اللواء علي نجيب، قائلاً: "باسم اللواء محمد نجيب أنت معتقل". وهنا ارتسمت، على وجه علي نجيب، إمارات الغضب وصاح: "إنتم عاوزين تودوا البلد في داهية؟ مانتوش عارفين إن الإنجليز على طريق السويس، عاوزين ترجَّعوا أيام عرابي؟".

        ودارت مناقشة طويلة، استمرت نحو عشرين دقيقة، بين علي نجيب، وضباط المدفعية الموجودين، جرى فيها النقاش عما هو متوقع من الملك، والإنجليز، من عمل مضاد، للقضاء على الحركة. وأثناء هذه المناقشة الطريفة، وصل البكباشي عبدالمنعم أمين، واشترك في الحوار الدائر بين الضباط، وقائد قسم القاهرة، وأراد عبدالمنعم أمين إنهاء هذا الموقف، بسرعة فطلب من علي نجيب، أن يصحبه كي يقابل قائد الحركة، شقيقه اللواء محمد نجيب؛ فركب معهم السيارة، حيث قادوه إلى أحد المكاتب، هو وأركان حربه. وعندما أحس أنهم سيضعونه في الاعتقال، وأنه لن يقابل محمد نجيب، صاح بهم ثائراً "أهم حاجة في الضابط كلمة الشرف بتاعته" ورد عليه البكباشي عبدالمنعم أمين قائلاً: "الحرب خُدعة يا سيادة اللواء".

        وعند تقاطع رئيسي للطرق، بالقرب من مصر الجديدة، وكانت تسيطر عليه وقتئذ وحدة مضادة للدبابات، بقيادة اليوزباشي خالد فوزي، وقع الصيد الثمين الثاني، وكان قائد المدفعية اللواء حافظ بكري، وبرفقته البكباشي عبدالفتاح كاظم، أركان حربه، حيث تولى كمال الدين حسين، ورجاله عملية القبض عليهما، وتجريدهما من سلاحهما، بعد أن أبدى حافظ بكرى تعجبه من اشتراك كمال الدين حسين في هذا التمرد، ضد قيادته. واقتيد الأسرى إلى المكتب نفسه، الذي كان بداخله، علي نجيب والعجرودي، وفي المنطقة نفسها، كذلك، قبض على القائمقام طيار محمد فرج، وبعض ضباط الجيش والطيران، حتى تحولت المكاتب إلى شبه معتقل. وتولى اليوزباشي مصطفى كامل مراد مهمة حراسة القادة المعتقلين، وترحيلهم تحت الحراسة، إلى معتقل الكلية الحربية. وفي ساعة الصفر، خرجت وحدات مدفعية الفرقة المدرعة للاشتراك في فرض نطاق الحصار، حول المنطقة العسكرية بألماظة، وكانت تتكون من وحدات اليوزباشية جمال نظيم، وحمدي محمود، وعزت عبدالغني، وربيع عبدالغني وصلاح عبده. وفي منطقة الهايكستب صادفت وحدات المدفعية المضادة للدبابات بعض المتاعب، عندما حرك ضابط عظيم المحطة، الصاغ المعتز بالله الكامل، قوات البوليس الحربي، لاحتلال كشك التفتيش، عند بوابة معسكر الهايكستب الرئيسية، لمنع خروج أية وحدة من المعسكر، بناءً على تعليمات من الفريق حسين فريد، ولكن مجموعة المدفعية، التي تحركت، تحت قيادة اليوزباشية فتح الله رفعت، ومحسن عبدالخالق، وعيسى سراج الدين، وعلي الشريف، وعبدالستار أمين، تمكنت من اعتقال الصاغ المعتز بالله. وعندما وصلوا إلى كشك البوليس الحربي، عند بوابة المعسكر، أطلقوا نيران بعض الرشاشات في الهواء، واقتحموا البوابة المغلقة، بجوار أحد المدافع فحطموها، وانطلقوا بقواتهم، على طريقي جسر السويس، وشارع سليم الأول، واشتركوا في نطاق الحصار، المضروب في ميدان روكسي، وكوبري القبة، وميدان العباسية، الذي وضعت فيه وحدة مدفعية مضادة للدبابات، بقيادة الملازم يوسف زين، الذي أمكنه، بفضل التهديد بالضرب، إيقاف مجموعة من رجال البوليس الحربي، في عرباتها، وكانت في طريقها، من العباسية إلى كوبري القبة، لتعزيز الحراسة على مبنى رئاسة الجيش. وبعد منتصف الليل، اتصل من الإسكندرية، الفريق محمد حيدر القائد العام للقوات المسلحة، وطلب الاتصال باللواء حافظ بكري قائد المدفعية، ورد عليه اليوزباشي أبوالفضل الجيزاوي، منتحلاً شخصية حافظ بكري، ودار بينهما الحديث التالي:

        حيدر: إيه الموقف عندكم يا حافظ، بيقولوا فيه دوشة، وفيه ضباط عاملين ثورة.

         الجيزاوي: أبداً يا معالي الباشا، أنا جيت هنا، والموقف كويس في ألماظة، وحنعلن حالة الطوارئ، ممكن معاليك تطمئن.

        حيدر: أنا متشكر على الهمة دي يا حافظ، وحبلغ مولانا، وخليك على اتصال بنا.

        وهنا قال البكباشي عبدالفتاح كاظم، الذي كان يستمع إلى الحديث، مع القادة المعتقلين: "إيه اللي إنت بتعمله ده" وقال الجيزاوي لقائد المدفعية معتذراً: "أنا متأسف إني أستغل شخصيتك، لكن تعلمنا هذه الحيل من اليهود، عام 1948، فقد كان اليهود يأسرون بعض عساكر الإشارة، ويطلبون منهم إرسال إشارات لاسلكية بالانسحاب". ولم يجب حافظ بكري، وارتسم الهم على وجهه، بينما انفرجت أسارير وجه علي نجيب، وقال للجيزاوي: "هات لنا يا ابني شاي وقهوة وكازوزة".

        وفي الساعة الواحدة صباحاً، اتصل الفريق حيدر، مرة ثانية، طالباً الإفادة عن الموقف. وأجابه الجيزاوي منتحلاً بشخصية حافظ بكري:

        ـ الموقف مطمئن، وقادة الوحدات، والضباط وصلوا.

        وقال حيدر: أنا سامع إن فيه دوشة عند القيادة.

        وأبلغه الجيزاوي أن هذه المعلومات عنده، وأنه سيرسل قوة لضرب هذا التجمع؛ فشكره وأبلغه أنه سيداوم الاتصال. ولم تمضِ ساعة حتى عاود حيدر الاتصال، وقال له الجيزاوي إنه أرسل قوات إلى العباسية، وأن الموقف مُسيطر عليه في ألماظة والعباسية. وأن هناك بعض الضباط متجمعون، أمام القيادة، وسيجري اعتقالهم.

        وفي الرابعة صباحاً تلقى الجيزاوي من حيدر مكالمة رابعة، وكان في حالة نفسية سيئة، ولما سأله عن الموقف، وأجابه الجيزاوي بأن الموقف عال، صاح غاضباً:

        ـ عال إيه، دول بيقولوا خدوا كوبري القبة، إنت لازم مش حافظ بكري.

        ـ أبداً معالي الباشا أنا حافظ بكري.

        ـ طيب إديني علامة.

        ـ علامة إيه يا معالي الباشا.

        ـ إديني علامة بخصوص العيد.

        ـ بعد العيد ما ينفتلش كعك.

        وقال حيدر غاضباً، وهو يقفل التليفون بشدة، "مش عيب يا ابني كده". وهكذا كان كل شيء قد انتهى.

        ويذكر البكباشي عبد المنعم أمين: "يوم 22 يوليه عام 1952، اجتمعت لجنة القيادة، في بيت خالد محيي الدين، بمصر الجديدة، الساعة الثالثة ظهراً، لتوزيع الواجبات والمهام، وحضر زكريا محيي الدين وحسين الشافعي، وكمال الدين حسين، وعبدالحكيم عامر، وحسن إبراهيم، وجمال عبدالناصر، وأحمد طعيمة، وإبراهيم الطحاوي، وناقشنا الخطة وتفصيلاتها. ووضعنا التعديلات الطارئة وانصرفنا، كل ضابط منا يتوجه إلى بيوت الضباط الأحرار في سلاحه، ومررنا أنا، وكمال الدين حسين، بكل مجموعة من أحرار المدفعية، لنعطيهم آخر تلقينات التحرك".

        "كان مطلوباً من الضباط الأحرار، وأكثرهم برتبة الصاغ، أن يستعدوا بأسلحتهم، الساعة الثانية عشر مساءً، ليخرجوا بوحداتهم، ووجدنا أن البعض يشعر بالتردد، وتساءلوا: بماذا نبرر تواجدنا بالأسلحة، في هذه الساعة من الليل؟! وحتى أقضي على هذا التردد، الذي يشكل خطورة على تماسكهم وتحركنا، وقعت لهم أمراً، كضابط عظيم بالسلاح، لحضورهم إلى وحداتهم، في هذا الموعد، مدعياً قيام حالة طوارئ، حتى إذا فشلت المهمة، لا قدر الله، يكونون في الجانب الآمن". ويذكر عبدالمنعم أمين بأنه كان، في ذلك الوقت، بقيادة الدفاع الجوي في منطقة العباسية".

        "وفي المساء ذهبت إلى حفلة سينما سواريه، وتركتها، عند منتصف الفيلم، وعدت إلى بيتي، واستبدلت ملابسي، وتوجهت إلى رئاسة المدفعية. وقام كل منا بمهامه، حسب الخطة".

        ويذكر الصاغ كمال حسين: "بعد اجتماع الهيئة السياسية، بمنزل خالد محيي الدين، الذي عُقد، في الثالثة ظهراً، تم عقد اجتماع للضباط الأحرار بالمدفعية. ولاعتبارات الأمن، تقرر، في آخر لحظة، عقد الاجتماع، موزعاً بين منزلي محسن عبدالخالق، وفتح الله رفعت، من أحرار المدفعية. وحدث أن بعض الضباط لم يوفق في الذهاب إلى واحد من المكانين، وحضر هذا الاجتماع البكباشي جمال عبدالناصر. وتمت عملية توزيع الواجبات على قطاعات المدفعية".

        "وتحركنا مبكراً، بعد ورود الأخبار بأن السراي قد علمت بأنباء التحرك واستفدنا تماماً من التبكير بموعد التحرك لأننا، كما سيأتي، قد أمكننا أن نقابل كبار القادة، الذين بدأوا يتوافدون على مراكز الأسلحة، ويجدوننا في استقبالهم، كما استطعنا كذلك القبض على رئيس الأركان، وبعض القادة الآخرين، في القيادة العامة، أثناء اجتماعهم للقيام بضرب الثورة".

        ويقول كمال الدين حسين: وأذكر أن قائد المدفعية، اللواء حافظ بكري، اتصل تليفونياً بإدارة المدفعية، فرد عليه الزميل فؤاد صالح، أحد ضباط المدفعية الأحرار، وقال حافظ بكري:

        ـ أنا جاي في السكة حالاً..

        وطمأنه فؤاد صالح..

        "وذهبت، ومعي أبو الفضل الجيزاوي، وبعض الزملاء، في عربة جيب إلى مدرسة المدفعية. لم يكن معنا سلاح، إلا طبنجة واحدة، وهي التي أحضرها جمال عبدالناصر لي، وفي مدرسة المدفعية، كان ينتظرنا علي فوزي يونس، ومبارك رفاعي، وأحمد كامل، وكانوا من أحرار المدفعية المضادة للطائرات، وفؤاد صالح، ومحمد المكاوي. وفتحنا مخزن السلاح، وسلمت باقي الزملاء أسلحتهم، وتحرك فؤاد صالح، وقوته، إلى طريق السويس، لمواجهة لواء حدود، بقيادة حسين سري عامر، كان يستعد للقيام بضربة مضادة لنا، بعد أن علمت السراي بتحركنا. وقطعت هذه القوة أسلاك التليفون، بتحركها لآلاي الحدود، واتصل فؤاد صالح بقائد الآلاي، وأنذره بأن أي بادرة تحرك منه سوف يطلق عليه النيران".

        ويستطرد كمال الدين حسين: "وفي مركز تدريب المدفعية، قاد وحداتها مصطفى راغب، وحسن ضياء الدين، وسعد شحاتة. واتجهت إلى زملائي، بقية ضباط المدفعية، للاطمئنان على تحركاتهم، وتنفيذ الواجبات المخصصة لهم، بعدها ذهبت إلى مدفعية الفرقة المدرعة، الموجودة ما بين طريق السويس، ومداخل مصر الجديدة، عند تقاطع رئيسي للطرق تسيطر عليه وحدة م ـ د، بقيادة خالد فوزي، حيث وصل قائد المدفعية اللواء حافظ بكري، وبرفقته أركان حربه عبدالفتاح كاظم، وقابلت قائد المدفعية، الذي لم يتصور قط وجودي، واشتراكي بل وقيادتي لهذا العمل، الذي تقوم به قواته. ونصحني بأن الإنجليز سيتدخلون، وأن باقي الجيش ضدنا، فقلت له بل كل الجيش معنا. وجردهما الرجال من السلاح، وتحفظنا عليهما، في مكاتب مدفعية الفرقة المدرعة، مع اللواء علي نجيب والعجرودي.

        وفي المنطقة نفسها، كذلك، قُبض على بعض قادة الطيران، بعد انصرافهم من اجتماع رئيس الأركان وأشرفت، على خروج وحدات هذه الفرقة، وحدة جمال نظيم، ووحدة محمد حمدي محمود ومحمد عزت عبدالغني، وربيع عبدالغني وصلاح عبده وغيرهم. وبقى مصطفى مراد على حراسة القادة المعتقلين، حتى إرسالهم للكلية الحربية".

        "كانت بقية وحدات المدفعية، بقيادة فتح الله رفعت، ومحسن عبدالخالق، وعيسى سراج الدين، وعلي شريف وعبدالستار أمين قد تحركت من الهايكستب، بعد القبض على البكباشي المعتز بالله، أركان حرب الفرقة المتمركزة بالمعسكر، وقطعت طريقها لتحتل أماكنها، حسب الخطة".

        وكانت آخر نقطة، في واجب المدفعية، هي تقاطع الطرق عند مدخل معسكرات العباسية، وكنت في تلك اللحظات، أرافق وحدة مدفعية مضادة للدبابات، يرأسها الملازم ثان يوسف زين للسيطرة على مدخل العباسية، ووجدنا هناك قوة بوليس حربي، مكونة من عدة عربات، محملة بالأفراد المسلحين بالرشاشات، كانت مكلفة بمعاونة القيادة العامة، في كوبري القبة. وأمام الأمر، الذي أصدرته، بالاستعداد لإطلاق النار، لاذت بالفرار. ورجعت إلى قيادة كوبري القبة، حيث وجدت اللواء حسين فريد، رئيس أركان حرب الجيش، ينزل من قيادته، مقبوضاً عليه، إلى الكلية الحربية. وأدينا له التحية العسكرية، وأخذنا في الاتصال بباقي الوحدات، في جهات القاهرة المختلفة، للاطمئنان على خروجها.

        "وفي صباح 23 يوليه، أخذت قوات مشتركة، من المدفعية والدبابات، إلى ميدان قصر عابدين، لمحاصرة القصر الملكي. وفي بداية الساعات الأولى، كانت لنا السيطرة على القاهرة، والقناة والإسكندرية. وقد ظهرت طائراتنا في سماء هذه المناطق، وبدأنا مرحلة أخرى من العمل".

أين كانت لجنة القيادة (الهيئة التأسيسية)؟

        لم يشترك، من أعضاء لجنة القيادة، في الخطة الفعلية للتحركات، سوى كمال الدين حسين، الذي تحرك، مع وحدات سلاح المدفعية، وأشرف بنفسه على تنفيذ وحداتها للخطة، وكذا خالد محيي الدين، الذي تولى قيادة الكتيبة الميكانيكية، التابعة لسلاح الفرسان، واشترك بقوته، ضمن نطاق الحصار، الممتد من ميدان روكسي إلى العباسية.

        ولم يكن لجمال عبدالناصر، وعبدالحكيم عامر، دور معين في الخطة، لعدم ارتباطهما بوحدات، في خطة التحرك؛ فقد كان جمال عبدالناصر مدرساً بكلية أركان الحرب، وكان عبدالحكيم عامر، من رئاسة الفرقة الأولى برفح، وكان موجوداً في القاهرة في إجازة ميدان. ولكن جمال عبدالناصر توجه إلى منزل عبدالحكيم عامر بالعباسية، بعد الحادية عشرة والنصف مساء، على إثر علمه بانكشاف الحركة واجتماع حسين فريد بالقادة في مكتبه بمبنى رئاسة الجيش، بكوبري القبة، وخرج الاثنان، بعربة جمال عبدالناصر، وهما يهدفان إلى إحضار قوة من الجنود للانقضاض على القادة واعتقالهم، أثناء تجمعهم، في مكتب حسين فريد. وعندما فشلا في دخول معسكر العباسية، لوجود قوة من البوليس الحربي، عند بوابته الرئيسية، انطلقا شمالاً في اتجاه ألماظة، لمحاولة الحصول على قوة من المدفعية، من كمال الدين حسين. ولكنهما التقيا، صدفة، قوة مدافع الماكينة، التي كان يقودها يوسف منصور صديق. وتم تعديل الخطة، على الفور، والاستفادة من تحرك يوسف بقوته مبكراً ساعة عن الموعد المحدد، كي يقوم في الحال باقتحام مبنى رئاسة الجيش، واعتقال القادة الموجودين بمكتب حسين فريد.

        يقول جمال حماد: "وفي الوقت، الذي قام فيه يوسف صديق، على رأس قوته، بمعاونة تروب من السيارات المدرعة، بعملية اقتحام مبنى رئاسة الجيش، كان جمال عبدالناصر، وعبدالحكيم عامر، يراقبان العملية، وهما يقفان قرب الكوبري، المجاور للأرض الفضاء، المقام عليها حالياً مسجد عبدالناصر. وقد كان لوقفتهما في هذا المكان، من دون الاشتراك في عملية اقتحام رئاسة الجيش، مجال لتوجيه النقد إليهما، لتقاعسهما عن الاشتراك في المعركة.

        وعلى الرغم مما في هذا النقد من وجاهة، إلا أنه ثبت أن وجودهما، خارج العملية، قد حقق فوائد عديدة، فقد أتاح الفرصة للنقيب عمر محمود، قائد السرية الرابعة، من الكتيبة الثالثة عشرة، لسرعة الاندفاع إلى مبنى رئاسة الجيش بعرباته، بمجرد وصوله إلى الكوبري، قادماً من الطريق المجاور للمستشفى العسكري، عندما تصدت، لإيقافه، فصيلة مدافع الماكينة، التي وضعها يوسف صديق، لسد الطريق على القادمين، من مصر الجديدة، إلى كوبري القبة. وكان لتدخل عبدالحكيم عامر، بين القوتين، الفضل في عدم حدوث اشتباك بينهما، وفي سرعة وصول سرية الكتيبة الثالثة عشرة إلى مبنى رئاسة الجيش، في الوقت المناسب، مما أتاح الفرصة لفصيلة منها، بقيادة الملازم فؤاد عبدالحي، في الاشتراك، مع يوسف صديق وقوته، في الصعود إلى الطابق الثاني، وأسر الفريق حسين فريد ومن معه بالمكتب.

        وبمجرد أن تم الاستيلاء على مبنى رئاسة الجيش، صعد جمال عبدالناصر، وعبدالحكيم عامر، إلى مكتب الفريق حسين فريد، وأرسل جمال عبدالناصر في استدعاء اللواء محمد نجيب، قائد الحركة. وعندما وصل، وجلس على مكتب الفريق حسين فريد، جلس حوله جمال عبدالناصر، وعبدالحكيم عامر ومجموعة من الضباط الأحرار. وأخذوا في التشاور بخصوص الخطوات القادمة، واشتركوا في جميع الاتصالات التليفونية، التي كانت تدور بين الحكومة في الإسكندرية، وقيادة الحركة في القاهرة والتي انتهت بتكليف علي ماهر بتشكيل الحكومة الجديدة. وعلى الرغم من أن عبداللطيف البغدادي وحسن إبراهيم، ذكرا أن الخطة كانت تقضي بوصولهما إلى مبنى القيادة العسكرية، بكوبري القبة، في ساعة الصفر، للالتقاء بجمال عبدالناصر، وعبدالحكيم عامر، للاشتراك في عملية اقتحام مبنى القيادة العسكرية، والاستيلاء عليه بمساعدة إحدى وحدات الجيش، إلا أنهما أوضحا، أن انكشاف الخطة، وتبكير يوسف صديق باقتحام القيادة، على غير ما كان مقرراً، من قبل، لم يتح لهما الاشتراك في العملية وفقا لما كان مرسوماً في الخطة. ومن ثم حضرا، بعد الواحدة صباحاً، بسيارة البغدادي الخاصة، بعد المرور على بيوت بعض زملائهما الطيارين، لإخطارهم بموعد الحركة، ولكي يقوموا بتأمين المطارات في الصباح، وعندما وصلا إلى مبنى رئاسة الجيش، وقعا في أسر بعض الجنود، الذين كانوا يتولون حراسة المبنى، وعندما سمعا صوت عبدالحكيم عامر، أخذا يصيحان باسمه، حتى حضر إليهما، وأطلق سراحهما. وانضما بعد ذلك، إلى جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، وباقي زملائهما، الذين كانوا في رئاسة الجيش. أما جمال سالم وصلاح سالم، فقد كانا بعيدين، في تلك الليلة، عن مسرح الأحداث، إذ كان جمال سالم في العريش، بينما كان صلاح في رفح وكان موكولاً إليهما مهمة السيطرة على قوات رفح، والعريش بمجرد وصول إشارة النجاح.

        وحوالي الثانية صباحاً، وصل أنور السادات إلى مبنى رئاسة الجيش، بعد أن تعثر طويلاً، بين نطاقات الحصار، في العباسية، وكوبري القبة. وأخيراً استطاع الوصول إلى الكوبري، الذي يواجه المستشفى العسكري، وكاد يفشل في المرور من الكردون، الموضوع فوق الكوبري، لولا سماعه، من بعيد صوت عبدالحكيم عامر؛ فناداه بصوت عال، وأتاح له عامر فرصة المرور فوق الكوبري والانضمام إلى زملائه الضباط الأحرار، الموجودين بمبنى رئاسة الجيش".


 



[1]  مقابلة مع اللواء أح محمد فريد عبدالقادر بمنزله بمصر الجديدة يوم الأربعاء 4مارس عام1998. واللواء محمد فريد عبدالقادر نقل إلى وزارة الخارجية عام 1961 بدرجة سفير ولم يكن من الضباط الأحرار.

[2]  إلا أن جمال حماد يذكر أنه عقيد وليس لواء.

[3]  حيث يوضح أن اللواء محمد نجيب لم يدعى إلى اجتماع رئيس الأركان لأنه كان كشف مرضى بمنزله. (وهذه هي الحقيقة).

[4]  والصاغ حسين محمد أحمد حمودة من الضباط الأحرار الذين قاموا بحركة الجيش ليلة 23يوليه عام1952 واليوزباشي سعد حسن توفيق كان من طليعة الضباط الأحرار ومن أعضاء الخلية الرئيسية التي تكونت عام 1943 بواسطة عبدالمنعم عبدالرؤوف وحسين محمد أحمد حمودة وجمال عبدالناصر وكمال الدين حسين وخالد محيي الدين وصلاح خليفة والصاغ محمود لبيب.

[5]  ملاحظة : سوف نتناول ما حدث من أقوال الرئيس جمال عبدالناصر في المكان المخصص لذلك.

[6]  يذكر حسين حمودة فى الصفحة رقم 79 أن الفريق محمد فوزي رئيس هيئة أركان حرب الجيش أثناء نكسة عام1967 ووزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة بعد نكسة عام1967 كان ضابطاً بالكلية الحربية وبرتبة بكباشي وقت قيام الثورة في يوليه عام 1952 وكان من الضباط الأحرار وعلم بالخطة ولم يحضر للتنفيذ كما أخبرني بذلك زكريا محيي الدين.

[7]  نقلاً عن مقابلة تمت بين المؤلف أحمد عطية الله ويوسف صديق بمنزله 25شارع القدس الشريف المهندسين يوم 20مارس عام1973. ويذكر حمدي لطفي في مؤلفه سابق الذكر أن يوسف منصور ذكر له أن مقدمة الكتيبة كان عدد أفرادها 75جندياً و12ضابطاً يشكلون القوة الإدارية للكتيبة.

[8]  وقد قام الملازم أول محمد أحمد علي غنيم بإعتقال جمال عبدالناصر وعبدالحليم عامر ولولا تدخل يوسف صديق منصور ما أفرج عنهم، اُنظر في ذلك لمعي المطيعي.

[9]  كانت هذه الكلمة (انقلاب) هي التعبير المبكر لحركة الجيش عام 1952 حيث لم تكن معالم الثورة قد ظهرت مراحلها بعد.

[10]  يؤكد الدكتور فطين أحمد فريد أنه اتصل بالسيد فهمي عمر بمنزله يوم الثلاثاء 10مارس عام1998 الساعة الثامنة مساءً حيث أكد له أن أول من أذاع البيان هو البكباشي أنور السادات.